أكتب هذه الكلمات فى اليوم الأول لفتح باب التصويت فى الانتخابات الرئاسية,ولم أجد مخاطرة أو خوضا لمغامرة باستباق نتيجة الانتخابات ودعوة الرئيس السيسى فى ولايته الثانية إلى توجيه الحكومة القادمة بالالتفات بدرجة أكثر واقعية لحيرة قطاع كبير من المصريين يعظمون إنجازاته فى البنية التحتية والمشروعات العملاقة استشرافا لمستقبل واعد,لكن هذا القطاع لايزال يخضع تلقائيا لعفويته الإنسانية فى الرغبة بتغيير ملموس لمسار حياته اليومية اللاهث وراء قطار الأسعار التوربيدى بالرغم من أن هؤلاء الحائرين يثقون فى أن المستقبل سيكون أفضل لأبنائهم. ومطلوب من الرئيس أن تعززه حكومة أكثر شبابا وانطلاقا وقدرة على ترجمة أفكاره بشكل أكثر سرعة وإلهاما واقترابا حقيقيا من نبض الشارع لتعزيز حالة الاطمئنان بأن أفكار الرئيس وتخطيط السلطة التنفيذية ينصهران فى بوتقة تصب بشكل شديد التوافق فى مصلحة المواطن (حتى ولو كان ينظر أسفل قدميه يبغى مصلحة آنية),فهذا لايعيب المواطن فى شيء. نجح الرئيس فى فترته الأولى فى فرض آلية شديدة التماسك فى الفصل بين السلطات, فلم نشهد وقائع ذات قيمة لتغول إحدى السلطات على غيرها, وهو ماكان مشهدا متكررا فى عهود سابقة,ونتوقع للرئيس نفس النجاح فى ولايته الجديدة. ننتظر من الرئيس إعلانا نهائيا بزوال الإرهاب الأسود من سيناء, وتسريع عجلة التنمية فى شطرها الشمالى على وجه الخصوص خاصة مع استكمال مشروعات الأنفاق والطرق بالمنطقة والتى يتوقع أن تمثل مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعاصمة الجديدة.. ثالوث الجذب العالمى الأهم للاستثمار فى مصر بما يتوقع معه تغيير جذرى لوجه الحياة فى البلاد. نترقب من الرئيس المزيد من مشروعات القوانين الخاصة بحماية محدودى الدخل ومعهم شريحة كبيرة من الطبقة المتوسطة التى تأثرت بشدة بعجلة الإصلاح الاقتصادي,وقد قطع السيسى شوطا كبيرا فى ولايته الأولى فى هذا الاتجاه عبر تشريعات حمائية منها قانون التأمين الصحى والغوص بقوة فى ملف العشوائيات. تعظيم قيمة الإنسان المصرى بالداخل والخارج,وأخذ يد الحياة السياسية نحو التعددية,حصارالإرهاب وقطع دابر مخططاته الخارجية,ومواصلة توجيه مسار التنمية على وضع الانطلاق المطرد, تمثل جميعها محددات راسخة لولاية السيسى القادمة .