ضغوط هائلة وإرث ثقيل سيتحمله من يخلف تيريزا ماى فى زعامة حزب المحافظين وربما رئاسة الوزراء حيث سيتولى مهامه وسط جو مشحون بالانقسامات والاستقطابات بين البريطانيين وداخل الحزبين الرئيسيين، المحافظين والعمال، بسبب ملف البريكست والخوف من المستقبل. ورغم أن قيادة دولة مثل بريطانيا فى ظل تلك الأجواء الملبدة والغامضة قد تكون «قاصمة للظهر والتاريخ السياسى» إلا أن ذلك لم يحل دون طرح أسماء شخصيات يتوقع أن تخلف ماى، من أبرزها: بوريس جونسون (54 عاما) وزير الخارجية السابق شخصية مثيرة للجدل ومن أبرز رجال السياسة فى بريطانيا. أحد زعماء معسكر تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. ورغم أن نشطاء حزب المحافظين يرون أنه من أكثر الوجوه الواعدة لخلافة ماى إلا ان الكثيرين يصفونه بانه «آنية طبخ صغيرة» يحظى بالقبول والرفض بالتساوى من قبل المواطنين. ورغم التغطية الاعلامية المكثفة التى يحظى بها جونسون سواء بسبب «تسريحة شعره» أو «تصريحاته الغريبة والحمقاء فى أحيان كثيرة» منذ أن كان عمدة للندن ثم وزيرا للخارجية (استقال جونسون من منصبه كوزير للخارجية فى يوليو الماضى احتجاجا على سياسات ماى)، يعتقد البعض انه لا يحظى بالتأييد اللازم داخل حزبه للوصول للمراحل الأخيرة من السباق على خلافة ماى.ولكن فى حالة فوزه سيحاول انتهاج النموذج الكندى فى الشراكة مع الاتحاد الأوروبى. ساجيد جاويد (49 عاما) وزير الداخلية يعد من أقوى الطامحين لخلافة ماى ليسجله التاريخ كأول رئيس وزراء ملون من أصول باكستانية يتولى الحكم فى بريطانيا.يجمع بين الخبرات السياسية والاقتصادية. صوت لصالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبى خلال الاستفتاء حول البريكست ..يحسب له أنه انتهج أسلوبا أقل خشونة من ماى فى التعامل مع ملف المهاجرين منذ توليه وزارة الداخلية العام الماضى. جيرمى هانت 52 عاما وزير الصحة السابق يعتبر هانت شخصا مثيرا للشكوك بالنسبة لعدد من أعضاء حزب المحافظين بالبرلمان ويتهمونه بعدم وضوح مواقفه حيث كان من أشد المناصرين للبقاء داخل الاتحاد الأوروبى قبل استفتاء 2016 إلا أنه حاول خلال الأشهر القليلة الماضية إعادة تقديم نفسه بوصفه من أقوى الداعمين للبريكست.شهدت فترة توليه لحقيبة الصحة معارك قاسية مع النقابات والمؤسسات الطبية. ورغم كل ذلك يعتقد البعض أنه قادر على توحيد الأجنحة المتنافسة داخل حزب المحافظين. مايكل جوف (51 عاما) وزير البيئة إلى جانب بوريس جونسون من أبرز النشطاء فى حملة البقاء داخل الاتحاد قبل استفتاء البريكست. فقد قدرا كبيرا من شعبيته بسبب حزمة الاصلاحات المتسرعة التى اتخذها أثناء توليه وزارة التعليم والتى أغضبت المعلمين وأولياء الأمور على حد سواء.كما يحظى بسمعة سيئة بين صفوف حزب المحافظين حيث يتهمونه بالاستمتاع ب «طعن زملائه فى الظهر» كما حدث مع رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون، بالإضافة إلى أن كثيرين داخل حزب المحافظين يتفقدون موقفه الداعم لخطة ماى للخروج من الاتحاد الاوروبى. تعتبر فرصه فى الخلافة ضئيلة وإن كانت غير معدومة. آمبر رد (55 عاما) وزيرة العمل والمعاشات تحظى بقبول كبير داخل أوساط حزب المحافظين وكانت من أبرز رموز معسكر البقاء داخل الاتحاد. كانت قد تولت وزارة الداخلية فى 2016 إلا انها اضطرت للاستقالة من منصبها فى 2018 فى اعقاب فضيحة مهاجرى «ويندرش». تعتبر من الموالين لماى لكنها فى نفس الوقت تعارض خطتها «الخشنة «للخروج من الاتحاد. تتمحور فرصها فى الفوز حول ايمان البعض بقدرتها على الحشد من أجل التوصل إلى اجماع بين اعضاء البرلمان لتبنى توجه جديد نحو التعامل مع ملف البريكست. واذا ما تم اختيارها لخلافة ماى من المتوقع ان تتبنى النموذج النرويجى فى الشراكة مع الاتحاد الاوروبى. مات هانكوك (40 عاما) وزير الصحة أصغر وزير بمجلس الوزراء البريطانى ،اختارته ماى لتولى وزارة الثقافة فى يناير 2018 ثم وزارة التعليم منذ يوليو الماضى.كان من مؤيدى معسكر البقاء قبل استفتاء 2016 ولكنه يعد حاليا من أقوى داعمى خطة ماى للخروج من الاتحاد. انتقد كثيرون تصريحه الأخير بأنه لا يستطيع تقديم ضمانات بأنه لن يموت أحد نتيجة تقلص الامدادات الطبية فى حالة خروج بريطانيا بدون اتفاق من الاتحاد الاوروبى.قد تزداد فرصه فى الترشح لخلافة ماى اذا ما قرر حزب المحافظين الدفع بوجوه جديدة لقيادة الحزب والبلاد. دافيد دافيز ( 70عاما) وزير البريكست السابق رشح نفسه مرتين من قبل فى سباق الزعامة لحزب المحافظين ويتمتع بخبرات سياسية. استقال من منصبه كوزير للبريكست فى يوليو الماضى احتجاجا على سياسات ماى. يعتقد انه سيكون مفاوضا صعبا فى المناقشات مع الاتحاد الاوروبى. يرى البعض أنه المرشح «الآمن» اذا ما قورن بشخص مثل بوريس جونسون كما أنه يتمتع بميزة أخرى ترجح كفته وهى خبرته فى الجلوس إلى مائدة المفاوضات مع زعماء الاتحاد الأوروبى خلال فترة توليه وزارة البريكست.أما يعوق فرصه فى خلافة ماى فهو تقدمه فى العمر وأنه سيكون أكبر المرشحين.