شن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون هجوما على احتجاجات «السترات الصفراء»، منتقدا ما وصفه بأنه «عنف مفرط ضد الدولة وحراسها وممثليها ورموزها»خلال مظاهرات أمس الأول. وأضاف: «ستتحقق العدالة»،.يجب على الجميع استعادة سيطرتهم على أنفسهم من أجل النقاش والحوار». وذلك فى الوقت الذى تجمعت فيه مئات من السيدات مرتديات السترات الصفراء أمام أوبرا باريس الحديثة بميدان الباستيل. وطالبت السيدات المحتشدات بالاستماع إلى أصواتهن وتبليغ رسالة بأن ليس كل المحتجين من السترات الصفراء من المخربين. وقامت مجموعة من المخربين خلال مظاهرات السبت باقتحام مقر المتحدث الرسمى باسم الحكومة بنجامين جريفو، ومعاونيه. وعلق «جريفو« على الحادث بالقول «لم يكن أنا الذى هوجمت، بل الجمهورية والمؤسسات الديمقراطية». وفى إطار متصل، اضطرت فيرونيكا واند دانيلسون سفيرة السويد لدى فرنسا للاستعانة بالجيران، فى ظل عدم وجود الشرطة، وذلك لمساعدتها فى إخماد حريق صغير اندلع أمام سفارة بلادها فى باريس خلال المظاهرات. وقالت فى تغريدة على «تويتر»: «أين الشرطة؟ بفضل جيرانى تمكننا من إخماد النيران». وأرفقت التغريدة بصور على حسابها. وفى حين اعتذر بعض مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى عن سلوك المحتجين، اتسم رد فعل آخرين بالسخرية، حيث ورد أحد الأشخاص على تغريدتها قائلا: «شكرا سيدتى السفيرة على الخروج بدلو من الماء لإخماد الصندوق المشتعل.. فايكنج حقيقي». فى إشارة إلى غزاة الشمال الإسكندنافيين. فى حين استيقظت باريس ومدن عدة على إحصاء للخسائر والخراب الذى حل ببعض الممتلكات الخاصة والعامة من أعمال حرق وتكسير وإتلاف جراء الحركة الثامنة لمظاهرات السترات الصفراء. فى غضون ذلك، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على 34 شخصا خلال احتجاجات الحركة.ورفض مصدر أمنى تحديد أعداد المصابين من الشرطة أو المتظاهرين. وبدأت حركة الاحتجاجات فى نوفمبر الماضى بمعارضة زيادة مقترحة فى الضرائب على الوقود، والتى ألغتها الحكومة الشهر الماضي، لكن المحتجين رفعوا منذ ذلك الحين سقف مطالبهم بشأن تكاليف المعيشة وبعض الأمور السياسية. من ناحية أخري، أظهر استطلاع للرأى أجرى لمصلحة صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» تأييدا قويا لعدد من المطالب السياسية الإضافية التى أطلقها «أصحاب السترات الصفراء» قبل النقاش الوطنى الذى وعد به الرئيس الفرنسي. وأظهر الاستطلاع استقطابا حادا بين الفرنسيين، حيث مازال 55% يؤيدون استمرار مظاهرات «السترات الصفراء» بالرغم من التخريب مقابل 45% يريدون أن تتوقف الحركة.