جدّد محتجو حركة «السُترات الصفراء» فى فرنسا تظاهراتهم، للأسبوع الثامن على التوالى، اليوم، رداً على اعتقال أحد قادتهم فى الإعلام، وذلك فى تحدٍّ جديد للحكومة التى باتت تصف تحركاتهم ب«العصيان»، مطالبة بعودة الانضباط. ودعا المحتجون إلى بدء مظاهرات فى باريس والمقاطعات، فى أول تعبئة لعام 2019، غير مهتمين بالتنازلات التى قدّمتها الحكومة، وقبل أيام من انطلاق النقاش الوطنى المقرر فى منتصف يناير الحالى. وأعلنت «السُترات الصفراء» بدء تظاهراتها فى العديد من المدن، خاصة «بوردو وتولوزوليون»، بجانب احتجاجات أخرى فى العاصمة، منها مسيرة من مقر البلدية إلى الجمعية الوطنية، عصر اليوم، فضلاً عن تجمع آخر بوسط شارع الشانزليزيه، الذى كان مركزاً للاحتجاجات خلال الفترة السابقة، وفى المقابل استعدت الحكومة الفرنسية لموجة الاحتجاجات بنشر نحو 15 شاحنة لقوات الأمن فى الشانزليزيه. ووقعت صدامات بعد ظهر اليوم فى باريس بين محتجّين من «السترات الصفراء» وعناصر من الأمن، حيث ألقى متظاهرون كانوا على أرصفة نهر السين مقذوفات على الشرطة التى ردّت بقنابل مسيلة للدموع، بحسب وكالة «فرانس برس». انطلاق مظاهرات الأسبوع الثامن.. والرئيس الفرنسى يوجّه الحكومة بالجرأة فى تنفيذ الإصلاحات يُذكر أن موجة العصيان التى بدأت قبل نحو شهر خلفت 10 قتلى من المتظاهرين وأكثر من 1500 مصاب، بينهم 53 فى حالة خطيرة، إلى جانب إصابة 1100 من عناصر قوات الأمن. ووصفت الحكومة الفرنسية محتجى السُترات الصفراء، أمس، بأنهم محرّضون، هدفهم الوحيد الإطاحة بها، فى تطور يشير إلى تشدّد الموقف الحكومى تجاه المتظاهرين، وقال المتحدث باسم الحكومة بنجامين جريفو، إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وجّه الوزراء فى أول اجتماعاته مع الحكومة خلال العام الجديد بأن يُظهروا قدراً أكبر من الجرأة فى تنفيذ الإصلاحات فى البلاد، مؤكداً ضرورة استعادة القانون والنظام، حسبما ذكرت وكالة «رويترز». وأضاف «جريفو» للصحفيين: «السُترات الصفراء صارت تحريضاً يشيع التمرد بهدف إسقاط الحكومة»، مشدداً على التزام الحكومة بتحقيق رغبة الفرنسيين فى التغيير.