اعتقلت الشرطة الفرنسية إريك درويه أحد قادة مظاهرات "السترات الصفراء" أمس الأربعاء لتنظيمه مظاهرة لم تأذن بها السلطات في وسط باريس، وفقا لمصدر في مكتب الادعاء. ودرويه، الذي يواجه إجراءات محاكمة أساسا بتهمة "حمل سلاح" في تظاهرة سابقة، أوقف أثناء توجهه إلى جادة الشانزيليزيه، التي شهدت صدامات عنيفة الشهر الماضي. وقال وزير الاقتصاد برونو لومير، الثلاثاء، في دفاعه عن إجراءات التوقيف التي أثارت انتقاد بعض المعارضين اليساريين في الحكومة، "هذا يدعي احترام دولة القانون".وأضاف "طبيعي عند خرق قوانين الجمهورية أن تواجه العواقب". وكان بضع عشرات من المتظاهرين، تجمعوا أمام مطعم ماكدونالدز قرب قوس النصر الشهير في باريس بانتظار وصول درويه في أول المساء الأربعاء. ودرويه، سائق شاحنة يظهر على التلفزيون كمتحدث باسم "السترات الصفراء". ودعا إلى تظاهرة في تسجيل فيديو نشر على صفحته على "فيسبوك". وانطلقت مظاهرات ما يعرف ب"السترات الصفراء" في مناطق ريفية في فرنسا في نوفمبر الماضي، احتجاجا على زيادة الضربية على الوقود. واتسعت لتصبح احتجاجات أوسع ضد سياسات الرئيس ايمانويل ماكرون وأسلوبه في الحكم، حيث تجاهل المتظاهرون قوانين تحتم عليهم الإبلاغ عن تظاهراتهم مسبقا، وتصادموا مع الشرطة في باريس ومدن كبرى أخرى. ودرويه الذي ظهر في مشاهد مصورة خلال قيام العشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب بإدخاله بالقوة في سيارة للشرطة، كان قد تم توقيفه الشهر الماضي بعد العثور بحوزته على عصى خشبية في إحدى التظاهرات. وسيمثل أمام المحكمة في 5 يونيو بتهمة "حمل سلاح محظور من الفئة د"، وفقا لما أكد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس. وكتب الزعيم اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون المنتقد اللاذع لماكرون على تويتر "مرة أخرى يتم اعتقال اريك درويه. لماذا؟ استغلال للسلطة. شرطة مسيسة تستهدف وتضايق قادة حركة السترات الصفراء". وقال المعلق السياسي برونو جودي على قناة "بي.إف.إم" الإخبارية، إن اعتقال درويه قد يجعله "شهيداً" في حين يبدو أن هذه الحركة تفقد زخمها. وشارك نحو مئتي شخص فقط في آخر جولة من التظاهرات، عشية رأس السنة في الشانزيليزيه. وفي منتصف ديسمبر بعد أسابيع من أعمال العنف، ألغى ماكرون الزيادة الضريبية على الوقود وأمر بزيادة 100 يورو لخمسة ملايين شخص يتقاضون الحد الأدنى من الأجر، وإلغاء ضريبة مقررة على معاشات التقاعد.