جاءت شهادة مبارك فى المحكمة مفعمة بالمعلومات المبتورة فهى تشير قليلا وتتحفظ كثيرا وتلقى بالضبابية على نقاط بعينها ولكن الاحتفاء بها على وسائل التواصل والمواقع والبرامج الحوارية كان بحجم انقسامنا تجاه الحدث. فأهم حدث تاريخى مازلنا نختلف حوله هل هو ثورة شعبية بيضاء؟ ام انه مؤامرة من الداخل والخارج تحالفت فيها أذرع الشيطان للعصف ببلادنا وأرزاقنا؟. شهادة مبارك أكدت اننا مازلنا مختلفين ومازالت النقاط الخلافية قائمة رغم بعدنا عن الحدث بنحو 8 سنوات.. وأعتقد ستظل ثورة يناير نقطة خلافية غير محسومة بين الثورة والمؤامرة لأنها جمعت بين الاثنين معا، فضمت المواطن الشريف الذى خرج من أجل مطالب اجتماعية ومن أجل مستقبل أفضل لبلاده. وضمت المتآمر من الداخل والخارج الذى تاجر بالحلم وتحكم فى بوصلة الثورة. رفض مبارك الإجابة عن بعض الأسئلة وطالب بالحصول على إذن من قيادة القوات المسلحة، وهذا أمر محمود يوحى بلياقة ذهنية وحالة صحية تختلف كثيرا عن الحالة التى ظهر بها وهو يحاكم، وقال إنه علم من رئيس مخابراته اقتحام 800 عنصر الحدود عبر الأنفاق مسلحين ووصولهم الى القاهرة ومشاركتهم فى فتح السجون وبث الذعر والفوضى فى الشارع المصرى والقتل فى الميادين،وهو أمر كان يستحق تدقيقه أكثر، ونفى مبارك علمه بوجود مؤامرة امريكية إخوانية فهو أمر مدهش وما يتعلق بأمر ذلك التقرير الذى أعده اللواء حسن عبد الرحمن قبل 25 يناير، وطلب فيه اتخاذ مجموعة من الإجراءات الضرورية بعد ثورة تونس، فقد قال مبارك إنه لم يطلع عليه ولا علم له به، فهل ثمة اشخاص حول الرئيس حجبوا عنه معلومات بهذا القدر من الخطورة؟. لمزيد من مقالات خالد الأصمعى