حذر والي الخرطوم المنتخب عبدالرحمن الخضر أمس من تنظيم مظاهرات قد تغرق العاصمة السودانية في اضطرابات شبيهة بتلك التي شهدتها طهران بعد الانتخابات الإيرانية الأخيرة. أو أعمال العنف الدامية التي شهدتها نيروبي عام2008, مؤكدا أن في الخرطوم حاليا36 ألف رجل شرطة و3500 ضابط تحسبا لإعلان النتائج. وقال عبدالرحمن الخضر خلال مؤتمر صحفي أمس لن نسمح بأن تكون الخرطومطهران أو نيروبي أخري, وأضاف الوالي الذي أعلن فوزه رسميا مساء أمس الأول أنه لن يكون هناك حجر علي الحرية التي أتاحها الدستور والقانون, ولكن أكد أن أي تجاوز لهذه الضوابط سيتم الرد عليه. وفي الوقت نفسه قالت مصادر رسمية في السودان أمس إنه تم تأجيل إعلان نتائج الانتخابات إلي يوم بعد غد السبت, ونفت مصادر سودانية رسمية ل الأهرام أن يكون تأجيل الإعلان عن النتائج الذي تم مرتين حتي الآن بسبب عوامل أمنية أو سياسية, وإنما بسبب تعقيدات عملية حساب الأصوات فيما يتعلق بنظام القائمة. وأوضحت هذه المصادر أنه تم حساب الأصوات في نظام القائمة علي مستوي السودان كله ويجمع لكل حزب أصواته ليحدد عدد نوابه في البرلمان القومي, وأن العملية تتكرر علي مستوي ولايات السودان ال26 ومستوي حكومة الجنوب, وهو ما يستغرق وقتا طويلا لذا تم تأجيل إعلان النتائج. يأتي ذلك في وقت أعلن حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اللذين أشارت النتائج الأولية للانتخابات عن فوز ساحق لهما في الشمال والجنوب اتفاقهما علي قبول نتائج الانتخابات, وعلي المضي قدما في تنفيذ اتفاق السلام, وقيام استفتاء تقرير المصير في موعده, وذلك خلال زيارة قام بها علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني للجنوب. وقال كمال حسن, علي القيادي البارز بحزب المؤتمر الوطني إن البرنامج الأساسي للحكومة المقبلة التي سيشكلها حزبه ويحرص علي مشاركة الآخرين فيها سيكون تأمين وحدة السودان وحل مشكلة دارفور والعمل علي رفاة الشعب السوداني, مؤكدا أن الوفد الحكومي المفاوض سيغادر إلي الدوحة عقب إعلان نتائج الانتخابات مباشرة لاستكمال المفاوضات التي قال إنهم لا يتوقعون أن تستغرق وقتا طويلا. ومن ناحية أخري قال إن حزبه لا يخشي وقوع أي احتجاجات أو أعمال عنف عقب إعلان النتائج كما يتردد متسائلا من الذي سيحتج علي نتائج الانتخابات التي انحاز فيها90% من الشعب السوداني للمؤتمر الوطني بشكل غير مسبوق.