طرح سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى، أمس، استضافة موسكو للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو، وهو ما كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين طرحه منذ سنوات طويلة ورفضه الجانب الإسرائيلى فى حينه. وأضاف أن مشاكل هذه المنطقة أو أى منطقة أخرى لا تحل عبر الإملاءات والإنذارات بل عبر الحوار، مؤكدا أن «الولاياتالمتحدة لن تستطيع تحقيق التسوية الفلسطينية الإسرائيلية وحدها، ولا بد من العودة إلى الصيغ الجماعية للبحث عن الحل، ومسار الرباعية الدولية بالتنسيق مع الجامعة العربية». وحذر لافروف، فى سياق آخر، من استمرار محاولات تناول كل مشاكل منطقة الشرق الأوسط من منظور الصراع مع إيران. لافروف وأشار لافروف فى ختام مباحثاته أمس فى موسكو مع نظيره الفلسطينى رياض المالكى إلى أن ذلك يمكن أن «يورط المنطقة فى محن بالغة الخطورة»، مشيرا إلى أن ذلك هو ما يلاحظه من جانب الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها، على حد تعبيره. وأضاف الوزير الروسى إلى أن «ذلك نهج خطير جدا، وهو يصعّد المواجهة وينذر بتفجير صراع داخلى فى العالم الإسلامى، وإذا حدث ذلك، فإن القضية الفلسطينية ستغرق وسط محن جديدة وأكثر إيلاما ستشهدها المنطقة». ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطينية اهمية «تشكيل إطار متعدد الأطراف لتفعيل عملية السلام». وحول ما أشار إليه لافروف بشأن أن غياب الوحدة الفلسطينية يحول دون اللقاء بين عباس ونيتانياهو قال المالكى «إن مباحثاته مع لافروف تناولت مسألة استعادة وحدة الصف الفلسطينى، وعبّر عن ترحيب رام الله بكل جهد روسى «لإقناع حركة حماس بضرورة الالتزام باتفاق أكتوبر 2017 والعمل على تنفيذه من أجل إنهاء حالة الانقسام الفلسطينى الداخلى بشكل كامل والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية». وفى السياق نفسه، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف قوله إن زعيم حركة حماس سيزور موسكو على الأرجح فى بداية العام المقبل. وقال بوجدانوف إن موسكو مستعدة أيضا لتنظيم اجتماع بين حماس، التى تسيطر على قطاع غزة وحركة فتح التى يقودها الرئيس الفلسطينى محمود عباس والتى تدير السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربيةالمحتلة. جاء ذلك فى الوقت الذى تواصلت به مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار من جانب الفلسطينيين، فعالياتها للجمعة ال39 على التوالى على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل. وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة فى بيان على فعاليات «الوفاء لأبطال المقاومة»، تأكيدًا ل«التفافنا حول شعبنا بالضفة الغربيةالمحتلة وهم ينتفضون ويقاومون ويتصدون لجرائم الاحتلال الإسرائيلى»، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا). وطالبت الهيئة الجماهير الفلسطينية ب«تصعيد كل أشكال المقاومة ضد الاحتلال، والتصدى للهجمة الصهيونية المتواصلة على الضفة، وتحويل أماكن وجود الاحتلال والمستوطنين، إلى ساحات اشتباك مفتوحة، كى يبقى فى حالة استنزاف دائم». وشددت الهيئة على أن «مسيرات العودة مستمرة ومتواصلة بطابعها الشعبى، وهى اليوم أقوى وأشد ولن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها».