كنت أسأل اللواء عمر سليمان – كعادتى دائما – على هامش الزيارات الخارجية للرئيس الأسبق حسنى مبارك عن انطباعاته من لقاءاته المتكررة مع أرئيل شارون منذ توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية وإمساكه بالملف الفلسطينى وكان اللواء عمر سليمان لا يخرج فى إجابته عن إطار محدد مفاده أن كل جنرالات إسرائيل تقريبا وفى مقدمتهم أرئيل شارون أكثر الناس إدراكا لخطر تجدد المواجهات العسكرية لكن المشكلة أنهم جميعا أسرى لفكر صهيونى متأصل ومتوارث يعتبر أن إعادة أى جزء من الأرض المحتلة للفلسطينيين بمثابة تنازل عما يعتبرونه أرض إسرائيل التاريخية. وعندما سألت اللواء عمر سليمان عن التهديد الذى سبق أن وجهه أفيجدور ليبرمان لمصر بشأن ضرب السد العالى جاءتنى إجابته كالتالي: «دعك من ليبرمان فهذا كلام انتخابى للاستهلاك المحلى لأن الإسرائيليين يعرفون تماما قدر مصر وقدرتها تمام المعرفة». وروى لى اللواء عمر سليمان مجمل حوار دار بينه وبين شارون فى بيته بمزرعة الجميز اعترف فيه شارون بأنه رغم الهالة التى أحاطه بها الإسرائيليون لإنجازه عملية «الثغرة» التى حفظت بعض ماء الوجه لإسرائيل فإنه دفع ثمنا باهظا حيث أصابه أرق شديد لم يبرأ منه ويكاد أن يقترب من حالة الصرع حيث يقوم من النوم مذعورا على صوت استغاثة جنوده المحاصرين فى ثغرة الدفرسوار... كانت التقارير التى تصله فى مقر قيادته مرعبة ومفزعة ومخيفة تتحدث عن مئات القتلى والجرحى الذين كان الأطباء يتعرفون عليهم من خصلات الشعر والأحذية والسراويل الملطخة بالدماء والمتناثرة على أرض المعركة. وكما نعلم فإن شارون أمضى آخر 8 أعوام فى غيبوبة موت سريرية لم تكن فى مقدماتها ونتائجها – حسب اعتقادى - بعيدة عما أصاب شارون من صراخ جنوده وهم يحترقون فى جهنم الدفرسوار وعلى مشارف مدينة السويس بعد أن عجزوا عن الوصول إلى الإسماعيلية. وغدا إطلالة جديدة [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله