كانت «الثغرة» المزعومة بمثابة اختبار جديد لقدرة الشعب والجيش المصرى على هزيمة الحرب النفسية التى أرادت إسرائيل تعويض هزيمتها العسكرية بانتصار دعائى ونفسى مزيف. ومن هنا جاءت أهمية تشكيل القيادة العسكرية المصرية لأكثر من مجموعة عمل فى هيئة العمليات وهيئة البحوث العسكرية وفرع المعلومات بالمخابرات لدراسة وتحليل ما اعترف به الضباط والجنود الإسرائيليون أمام لجنة «أجرانات» التى شكلتها حكومة جولدا مائير لبحث أسباب الهزيمة وضمنها اعترافات الناجين من الفخ الذى نصبه لهم المصريون على أرض المزرعة الصينية شرق القناة المواجهة لمنطقة الدفرسوار والتى وصفوها بأنها أرض جهنم!. كان من بين أوراق لجنة أجرانات رسالة بعث بها قائد إسرائيلى إلى قيادته قال: «لئن انقضت هذه الليلة على فإنها كانت أعجوبة.. لقد أطلقوا علينا نيران الكاتيوشا طوال الليل.. كان القصف أسوأ وأقسى الأمور التى مرت علينا هنا حيث رافقت ذلك القصف غارات جوية فعندما يكون مجرد قصف فليكن ولكن عندما يأتى مع هجوم جوى فإنه أصعب كثيرا.. كان ما نواجهه جحيما مطلقا». وبعث آخر برسالة لقيادته يقول فيها: كان هناك قصف وفجأة صراخ: طائرات وإغارات وأما أنا فقفزت مذعورا وقد ألقيت قنابل وأصبت أنا بشظاياها.. وركضت باتجاه الجسر وبينما كنت أركض شاهدت 4 طائرات «ميج» تغير علينا فالتصقت بالساتر الترابى ورأيت القنابل تسقط والصواريخ تنطلق اقتربت من الجسر ورأيت هناك مسلحا ونحو عشرة من الرفاق اختبأوا خلف الساتر الترابى هناك كل شيء حولهم يشتعل كان منهم القتلى والجرحي.. كانت هناك تلة صغيرة داخل «الساحة» عليها حمالات مغطاة بالبطانيات وبمرورك من هناك تشاهد أحذية حمراء وسوداء وخضراء وتشاهد أطراف خصلات الشعر الأشقر والأسود كانوا هناك وبالمئات وخشيت أن أرفع بطانية فإن رفعت بطانية رأيت رفيقا». وبعد غد «السبت» نطالع صفحات جديدة. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله