أكد الدكتور محمد كمال إمام، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، أن الحوار بين الشرق والغرب ينبغى أن يكون حوار متدينين لا حوار أديان ، لأن الأديان لا تتحاور ولكل منها متطلباتها وقواعدها الأساسية ، مشيراً إلى أن الحوار بين أتباع الأديان لابد أن يبنى على قضايا مشتركة، لإيجاد قواسم مشتركة تقود إلى الاتفاق. جاء ذلك فى ختام ندوة الأزهر الدولية «الإسلام والغرب .. تنوع وتكامل»، التى استمرت 3 أيام ، بحضور دولى رفيع المستوى يضم 13رئيسا ورئيس وزراء سابقين من قاراتى آسيا وأوروبا، ونخبة من القيادات الدينية والفكرية والشخصيات العامة من مختلف دول العالم. وقالت جايين ماكوليف، المدير الافتتاحى للتواصل الوطنى والدولى فى مكتبة الكونجرس بالولايات المتحدة، إن العالم يسمع ويرى الجهود التى يبذلها الأزهر وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب لبناء جسور التواصل وتحقيق السلام بين الإسلام والغرب بالتعاون مع القادة الدينيين فى العالم. من جانبه قال سيباستيان غونتر، رئيس الدراسات العربية والإسلامية، فى جامعة غونتن بألمانيا إن التبادل التعليمى بين الأفراد والمؤسسات فى الشرق والغرب هو تعاون مثمر للجانبين، لأنه يحقق التفاهم بين الأديان. وأضاف أن هناك اهتماما كبيرا من جانب الحكومة الألمانية بمراكز الدراسات الإسلامية بهدف تحقيق رؤية أكثر شمولية للدين الإسلامي، حيث تعول ألمانيا على هذه المراكز فى تأهيل الشباب لتدريس تعاليم الدين، وتخريج أئمة دينيين معتدلين ومنفتحين فى المستقبل ، موضحة أن ألمانيا تتعاون مع الأزهر الشريف فى هذا المجال لإثراء الخطابات التعليمية المعاصرة فى المجتمعات الغربية. من جانبه قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، إن هذا الحوار الذى يجرى بين جنبات الأزهر الشريف مهم لتلاقى اتباع الديانات المختلفة ، مؤكدًا أن جهود فضيلة الإمام الأكبر، تحقق التقارب بين الشرق والغرب ، كما تحقق التكامل الوطنى فى مصر بالدرجة الأولى من خلال بيت العائلة المصرية الذى يعد نسيجًا لا مثيل له ويؤكد أن التعايش بين أتباع الديانات ممكن جدًا. وأوضح أن ضيوف هذه الندوة والمتحدثين يتميزون بكونهم يحترمون الأديان حتى التى يختلفون معها، ويعبرون عن القواسم المشتركة بين أتباع الديانات ، وهذا الخطاب المنفتح هو الذى يقود إلى التعارف والتعايش فى المجتمعات. وطالب شومان أن تتناول مثل هذه اللقاءات نقاط الخلاف للبحث عن حلها، وعدم التخوف مما يمكن أن يثيره هذا الحديث من حساسية لدى البعض ، مشيدًا بكلمات فضيلة الإمام الأكبر الذى يتحدث فيها بجرأة عن مواطن الاتفاق ومواطن الاختلاف .