أكد عدد من المؤرخين المشاركين في ندوة »الاسلام والغرب.. تنوع وتكافل» ان العالم يسمع ويري الجهود التي يبذلها الازهر الشريف لبناء جسور التواصل بين الحضارات وتشييد الحوار الهادف الي محاولة التقريب بين الاسلام والغرب. وشدد د. عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، علي أن الأزهر حريص علي تحقيق التقارب بين الشرق والغرب بدليل جهود إمامه الأكبر الذي يجول العالم شرقا وغربا لارساء التفاهم والتسامح العالمي. واضاف ان الأزهر يرغب في نشر تجربة مصر في التكامل الوطني الذي تحقق بالدرجة الأولي من خلال بيت العائلة المصرية الذي يعد نسيجًا لا مثيل له ويؤكد أن التعايش بين أتباع الديانات ممكن جدًا. وأوضح، خلال جلسات اليوم الثالث لندوة الأزهر العالمية »الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل» أن ضيوف هذه الندوة والمتحدثين يتميزون بكونهم يحترمون الأديان حتي التي يختلفون معها، ويعبرون عن القواسم المشتركة بين أتباع الديانات. وطالب أن تتناول مثل هذه اللقاءات نقاط الخلاف للبحث عن حلها، وعدم التخوف مما يمكن أن يثيره هذا الحديث من حساسية لدي البعض. من جانبه اوضح د. محمد كمال إمام، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، أن الندوة خطوة مهمة من أجل بناء جسور التعاون والتفاهم بين الشرق والغرب كعالمين كبيرين لكل منهما أهدافه وغاياته، لأنها تؤكد ضرورة أن تتوافق غايات الجميع للصالح العام للإنسانية. بدوره أكدت سيباستيان غونتر، رئيسة قسم الدراسات العربية والإسلامية، جامعة جونتن بألمانيا إن التبادل التعليمي بين الأفراد والمؤسسات في الشرق والغرب هو تعاون مثمر للجانبين، لأنه يحقق التفاهم بين الأديان، وأن هناك اهتماما كبيرا من جانب الحكومة الألمانية بمراكز الدراسات الإسلامية بهدف تحقيق رؤية أكثر شمولية للدين الإسلامي، حيث تعول ألمانيا علي هذه المراكز في تأهيل الشباب لتدريس تعاليم الدين، وتخريج أئمة دينيين معتدلين ومنفتحين في المستقبل. واوضح د. سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالمغرب، إن الأزهر أضحي منتدي عالميًّا للحوار، من خلال هذه اللقاءات التي يُدعي لها أهل العلم والنظر، للتحاور ووضع حلول للقضايا الملحة التي تواجه الإنسانية في عالمنا المعاصر، ومن أهمها قضية علاقة الإسلام بالغرب كواحدة من القضايا التي تحتاج إلي التفكير والنظر والتدبر والسؤال.