كورنيش الإسكندرية هو أيقونتها وجزء من سحرها، هو المكان الذى تفوح منه رائحة اليود وأثار الزمان، هو فسحة الغلابة وملتقى البسطاء، هو البطل الرئيسى فى الصور السيلفى التى يلتقطها الشباب والفتيات للمدينة.. يكفى أن تكتب على الإنترنت «كورنيش الإسكندرية» لتظهر لك آلاف مؤلفة من الأخبار والموضوعات والحكايات عنه منذ إنشائه عام 1934 وحتى الآن .. هذا الكورنيش يبدو أنه سيذهب بلا رجعة فى زحام الزمان وطغيان المادة وتسونامى الجهل، ففى كل يوم تفقد المدينة جزءاً منه بحجة التعمير والمشروعات السياحية، فمنذ عدة سنوات جاءت الفكرة بإقامة ممشى يكون متنفساً للسكندريين ويسمح لكبار السن والرياضيين بالمشى والجرى فى مساحة مخصصة لهم، ثم سرعان ما تسببت فكرة لا نعلم من كان صاحبها فى تأجير مساحات من هذا الممشى للكافيتريات والمقاهى التى تغولت على حق المواطن فى الكورنيش فى غفلة من الجميع، تلا ذلك ارتفاع الأبنية مما حجب رؤية البحر فى بعض المساحات كما قامت بعض الفنادق بإحاطة شواطئها بالأسوار .. كل ذلك يحدث والمواطن لا حول له ولا قوة، حتى وصل الزحف الى المنطقة القديمة حيث يتم حاليا القيام بأعمال إنشائية فى منطقة المنشية على البحر تم من خلالها تحطيم جزء صغير من السور الأثرى الذى تشتهر به المدينة وهو من الطوب «الأنترى» القديم بحجة وضع حاجز أمواج لحماية الشاطئ كما قال المسئولون وأن الكورنيش سيعود كما كان، والسؤال هنا للدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ المدينة هو: كيف سيتم إعادة هذا الجزء من السور بعد أن تم تحطيم الأحجار الكبيرة؟ والكل يعلم جيداً أهمية هذه المنطقة من المدينة للسكندريين وأهمية هذا السور الحجرى، بالإضافة الى أن أى تلاعب فى هذه المنطقة سوف يؤدى الى تغيير شكل الخريطة المتعارف عليها منذ بناء المدينة عام 332 قبل الميلاد.. فهى بمثابة خليج مميز الشكل.. فحاجز الأمواج المزمع إنشاؤه سيعنى إلقاء بلوكات أسمنتية سوف تؤدى الى تدمير بقايا الآثار الغارقة فى هذا المكان والتى يعلمها الأثريون فى العالم كله بالإضافة الى تغيير شكل خريطة المدينة فى هذه المنطقة التى تعد أصل المدينة القديمة .. هذه الصرخة يرفعها السكندريون الى الرئيس عبد الفتاح السيسى لإنقاذ ما تبقى من مدينتهم من التدمير حتى لا تذهب الإسكندرية بلا رجعة . [email protected] لمزيد من مقالات أمل الجيار