30 ألف مكالمة خلال شهر واحد، بمعدل نحو ألف مكالمة يوميا، للخط الساخن الخاص بالشكوى من التنمر و20 ألف أسرة تبلغ عن تعرض أولادهم للتنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعى وفى مقدمتها فيسبوك، هذه بعض نتائج حملة «أنا ضد التنمر» التى انطلقت فى مصر منذ بضعة أشهر فى سياق مشروع « التوسع فى الحصول على التعليم وحماية الأطفال المعرضين للخطر فى مصر»تحت رعاية المجلس القومى للمرأة والاتحاد الأوروبي. وغطت الحملة عددا كبيرا من المدارس المصرية ليس فى القاهرة أو فى المدن الكبرى وحدها، بل فى كل أرجاء مصر. كما تشير الاحصاءات إلى أن معظم المكالمات التى استقبلها الخط الساخن الذى تم تخصيصه لتلقى مكالمات الأطفال ممن يتعرضون للتنمر جاءت من قبل أطفال تعرضوا أو تعرض زملاؤهم لتلك المشكلة. وتحت رعاية المجلس القومى للطفولة والأمومة، وبحضور كل من الدكتورة عزة العشماوي، الأمينة العامة للمجلس، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والسفير إيفان سوركوش، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر، وبرونو مايس، ممثل منظمة اليونيسيف فى مصر، أشاد شركاء الحملة القومية « انا ضد التنمر»، بنجاحها، وجددوا التزامهم بوقف جميع أشكال العنف ضد الأطفال. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحملة تأتى فى سياق مشروع «التوسع فى الحصول على التعليم وحماية الأطفال المعرضين للخطر فى مصر» الذى يدعمه الإتحاد الأوروبي، ويتم من خلاله تعزيز الجهود الوطنية لحماية الأطفال من جميع أنواع العنف. وقال السفير إيفان سوركوش: «أطفال مصر وشبابها هم أحد أهم ثروات البلد والتى يجب تنميتها. ويشارك الإتحاد الأوروبى الحكومة المصرية وشركاء التنمية الأساسيين فى بذل الجهد لضمان وصول كل البنات والأولاد لتعليم جيد وبيئة خالية من كل أشكال العنف». ونوّه إلى أن الاتحاد الأوروبى كان قد دعم سلسلة من الجهود القوية فى إطار حملة «أولادنا» فى 2016، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين ويونيسيف، وذلك لمعالجة قضايا مهمة مثل التربية الإيجابية، والتنمر الإلكتروني. وأضاف السفير سوركوش: «الآن وبدعم من الإتحاد الأوروبى للحملة القومية لمناهضة التنمر، يسعدنا أن نرى ما أثارته من نقاش مجتمعى عام رافض للتنمر كأحد أشكال العنف التى تواجه الأطفال»، فقد تم تقديم حملات توعية بظاهرة التنمر فى 3500 مدرسة على مستوى مصر بكاملها، وإستفاد من الحملة أكثر من 800 طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتم تدريب العديد من المدرسين لمواجهتها أيضا. وأكد سوركوش أن تعرض الأطفال للتنمر مشكلة تعانيها منها أوروبا حيث يتعرض 40% من اطفال المدارس الأوروبية لمواقف التنمر. وزاد من حدة الأمر مواقع التواصل الاجتماعى، حيث أصبح من السهل جدا إصابة طفل بالاكتئاب بل وتفكيره فى الانتحار بمجرد ضغط زر. وقالت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، إن خط نجدة الطفل يقوم بدور فعال فى هذه الحملة، حيث يتلقى المتخصصون المدربون آلاف المكالمات يومياً من الأطفال والآباء ومقدمى الرعاية الذين يعبرون عن مشاكلهم بشأن التنمر ويطلبون الدعم. وأضافت أن هذه الحملة بالفعل تتصدي، لمشكلة تمس حياة العديد من الأطفال؛ ولأول مرة منذ إنشاء خط نجدة الطفل، يشعر الأطفال بالتمكين ويتحدثون عن التنمر». وأشارت الدكتورة عزة العشماوى إلى أنه تمت مشاركة الأطفال فى تقديم حلول لوزارة التربية والتعليم لمواجهة ظاهرة التنمر حيث قدموا عددا من الاقتراحات والحلول لتأخد بها وزارة التربية والتعليم من واقع خبرات هؤلاء الأطفال لتعرضهم للمشكلة بأنفسهم. من جانبه قال الدكتور محمد عمرو، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى لشئون المعلمين إن «استعداد المجتمع لتبنى التغيير السلوكى الإيجابى يتجلى من خلال التفاعل العام والواسع النطاق مع الحملة، ونحن نقدر التوصيات والمبادرات العامة، وسنواصل العمل مع جميع الشركاء لضمان تنفيذ آليات مواجهة التنمر فى المدارس، والتصدى له بشكل كامل». وقال برونو مايس، ممثل منظمة اليونيسيف فى مصر إن نجاح الحملة من خلال وصولها لأكثر من 55 مليون شخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والعدد الكبير من الوسائل الإعلامية التى تناقش قضية التنمر، ومن خلال التفاعل مع خط نجدة الطفل الذى يساهم فى تعزيز الوعى واستيعاب الطلب العام على مواجهة التنمر، كلها مؤشرات ملهمة»، وأشار إلى أن 30% من طلبة المدارس فى مصر يتعرضون لصور مختلفة من التنمر. وأضاف أن ما يظهر نجاحنا المشترك فى هذه الحملة هو رؤية العلامات الأولى للتغيير الإيجابي، عندما يتصل الأطفال بنا، أو ينشرون على وسائل الإعلام الاجتماعية معتذرين لأقرانهم الذين ارتكبوا التنمر تجاههم، وعندما يشارك المعلمون أفكارهم حول المبادرات والالتزامات لوقف التنمر فى الفصول، فكل هذا يعنى أن موقف المجتمع تجاه هذا السلوك العنيف فى سبيله للتغير.