لم تتقدم أمة أو تتطور دولة إلا بنظام تعليمى قوى يلبى احتياجات المجتمع وسوق العمل، ويرفع درجة الوعى العام، ويتناسب مع التقدم التكنولوجى فى العالم. ويتذكر الجميع فى هذا المجال التقرير الذى أصدره الرئيس الأمريكى رونالد ريجان عام 1983 بعنوان (الأُمة فى خطر: أمر إلزامى لإصلاح التعليم) بعد أن شكل اللجنة الوطنية للتميز التربوي، لبحث تطوير نظام التعليم، وكان نشر هذا التقرير حدثًا بارزًا فى تاريخ العملية التعليمية الأمريكية الحديثة، وأسهم فى أكبر عملية تحديث للمدارس الأمريكية. ولم تكن هذه هى المرة الوحيدة التى شعر فيها رئيس أمريكى بخطورة النظام التعليمى وأهمية تطويره، وشكل لجانا رئاسية لهذا الغرض، فقد حدث ذلك من الرئيس ترومان فى عام 1947، والرئيس أيزنهاور عام 1956 والرئيس كينيدى فى 1960 والرئيس جورج دبليو بوش عام 2006، وعلى النمط نفسه سارت كل الدول التى تطورت وقدمت تجارب تعليم متميزة مثل اليابان وسنغافورة وغيرهما. ولذلك شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أولوية تطوير نظام التعليم فى مصر ليواكب أحدث النظم العالمية، وأعلن أن 2019 سيكون عام التعليم المصرى والنهوض به، وتخصيص 20% من المنح الدراسية خارج وداخل مصر لكوادر التعليم لمدة 10 سنوات، وإنشاء هيئة للجودة فى التعليم الفني، فضلًا عن إنشاء مركز لتدريب المعلمين طبقًا للمعايير الدولية. وأطلقت وزارة التربية والتعليم منظومة متكاملة لتطوير النظام التعليمي، من أجل مستقبل واعد لكل المصريين، باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة. وفى هذا السياق، تأتى تجربة المدارس اليابانية التى تبدأ نشاطها هذا الشهر، والتى تستهدف خلق مناخ مرغوب فيه بين الطلاب من أجل المشاركة، وخلق حياة أفضل داخل الفصل والمدرسة، والعمل على تطوير موقف إيجابى فاعل من جانب الطلاب للتعامل مع مختلف القضايا فى المدرسة، وخلق موقف إيجابى تجاه الحياة بصفة عامة، واستخدام أنشطة تعليمية تعمل على نمو ذكاء الطلاب وبنائهم علاقات إنسانية جيدة لازمة للارتقاء بهم، وفى تلك الأنشطة يقوم الطلاب بوضع أهداف وبذل الجهود بصورة اختيارية ذاتية تطبيقية إلى جانب قيام الطلاب بالتفكير من تلقاء أنفسهم وتبادل الحوار والمناقشة والبحث عن حل للمشكلات وتوافق الآراء، ولا يتم إدراج الأنشطة فى إطار المواد الدراسية بحيث تمتد إلى المنزل والمجتمع خارج نطاق المدرسة. إن هذه التجربة تمثل بداية انطلاقة حقيقية للنظام التعليمى المصرى ، مستعينا بالخبرات والتجارب الدولية المتميزة. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام