أحسست بأننا نخطو علي الطريق السليم نحو التقدم.. عندما سمعت الرئيس السيسي يقول - أمس الأول - أن هدف زيارته لليابان هو الاستعانة بخبرتها في تطوير العملية التعليمية عندنا والتي تعاني التخلف. ما ذكره الرئيس يشير إلي أن هناك متابعة جيدة لماشهده ويشهده العالم في كل الجوانب من تقدم وازدهار.. رحلة الرئيس إلي اليابان ووفقا للهدف الذي أعلنه تؤكد إيجابية المعلومات التي دفعت به إلي القيام بهذه الرحلة الطويلة التي تستغرق 15 ساعة طيران. كما هو معروف للخبراء المتابعين فإن السياسات التعليمية التي تتبناها وتفعلها بعض الدول.. تقف وراء نهضتها في جميع المجالات ، في هذا الشأن تبين لهؤلاء الخبراء أن مناهج التعليم في اليابان هي الأكثر حداثة وتطورا في العالم. انتبهوا إلي أن ذلك كان وراء تميز اليابان علميا وصناعيا واقتصاديا واجتماعيا.. نفس ما يجري في اليابان معمول أيضا به في ألمانيا التي نهضت وتقدمت بفضل سياستها التعليمية. هذه السياسات ارتكزت علي تلبية أحتياجاتها وأهدافها والتي كان محورها التقدم التقني والتدريبي المهني داخل مدارسها وجامعاتها. هذه الحقيقة أثارت قلق الرئيس الامريكي الأسبق رونالد ريجان في التسعينيات بعد إطلاعه علي تقارير تحدثت عن التفوق الياباني التكنولوجي. تم إرجاع ذلك إلي أنها تأخذ بنظم التعليم المتقدمة في العلوم والرياضيات. يضاف إلي ذلك اهتمامها البالغ بالبرامج الدراسية في مدارس الأطفال. هذا الشعور الامريكي بالتخلف التعليمي دفع ريجان إلي المطالبة بثورة تعليمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية للحاق بركب التقدم ومجاراة اليابان . استجابة لهذا التوجه الرئاسي.. قام المتخصصون الأمريكيون وبمساعدة خبراء من كل العالم بأكبر عملية تطوير في النظم التعليمية الأمريكية. وفقا لهذه التجربة فليس هناك ما يقال سوي أن اختيار قضية تطوير التعليم في مصر محورا أساسيا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس السيسي لليابان يعد اختياراً موفقا. في هذا الشأن فإنني أرجو ألا تفسد العقول المعقدة الخبيرة في تعطيل كل شيء في بلدنا ما سوف يتم التوصل إليه في هذه الزيارة. كم أتمني ألا يكون مصير تحقيق هذا الهدف هو نفس مصير برنامج مبارك - كول للتدريب المهني. هذا البرنامج الذي تم الاتفاق عليه مع ألمانيا في التسعينيات استهدف التوسع في التدريب المهني من خلال المراكز المتخصصة. إن تدمير هذا الحلم من جانب المفسدين كان هدفا مبرمجا يتمثل حاليا في اختفاء كل أثر وذكري لحلم تطوير التعليم الفني في مصر.