الظواهر السلبية الخطيرة التي تشهدها مصر حاليا كحوادث القتل المستمرة وانتشار المخدرات بين الشباب تتطلب الدراسة من علماء الاجتماع ،فقد واكبتها مظاهر أخرى تمثلت في غياب الابتسامة عن الوجوه وساد بينهم شعور بالاكتئاب والإحباط وعدم الارتياح. فنجد المواطن في حالة غير مستقرة، فهو يريد أن يصل الى الشعور بالرضا وهذا صعب المنال نتيجة انهاكه اليومي في البحث عن سبل الرزق لعائلته في مواجهة متطلبات الحياة القاسية. فهناك العديد من القضايا التي تشغل بال المواطنين وتزيد من همومهم أهمها غلاء الاسعار وانخفاض الدخل والقدرة الشرائية، لدرجة أن الأوضاع الحالية بدأت تفرز مظاهر سلبية لم تكن موجودة من قبل، فإنجاب الأطفال بالنسبة لغير القادرين هي الوسيلة الأنسب لكي يعملوا في أي مجال ولايعيشوا طفولتهم ويحرموا من أبسط حقوقهم في حياة كريمة. أيضا لاتجد الروابط الاسرية أو العائلية كما كانت من قبل فأصبحت الأسرة الواحدة منغلقة على نفسها لاتتشارك أو تتواصل لأن الزيارات أصبحت مكلفة. ورغم ما تقوم به الدولة من محاولات للتخفيف عن المواطنين وإقامة العديد من المشروعات القومية والحيوية فإن الزيادة السكانية، تجاوزنت 100 مليون نسمة، وزيادة أسعار السلع والخدمات تلتهم كل محاولة لاستعادة الأمور الى الأفضل. مصر في حاجة الى مزيد من الاستقرار لحل هذه المشكلات المتراكمة وهذا ماتحاول الدولة جاهدة تحقيقه، ولكن يجب البحث عن حلول جذرية دون اللجوء الى سياسة المسكنات، ولابد من تعظيم قيم العمل وفتح مجالات اوسع للقضاء على البطالة بين الشباب الذين يمثلون 60% من عدد السكان والقضاء على الفقر ومحاربة الفساد والجشع، لابد من صحوة مجتمعية للنهوض بمصر. لمزيد من مقالات نصر زعلوك