هل أضفت »السلبية« الي قائمة الظواهر السيئة التي اصابت المجتمع خلال السنوات الاخيرة؟ الا يكفي ما طرأ علي مجتمعنا من عنف وبطلجة وامبراطوريات منظمة للفوضي والفساد في مجالات عديدة؟. وكلها مظاهر دخيلة علي مصر. ربما تواجدت بيننا نتيجة لجشع البعض ورغبتهم في الثراء السريع او لانتشار تعاطي المواد المخدرة. وقد تكون للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البعض مع عدم وجود قيم أو اخلاق تحميهم من الأنحراف. مع كل هذه السلوكيات المنحرفة نصاب نحن المواطنين بمرض اسمه السلبية او غياب المبادرة المجتمعية والتي لا انكر ان هناك عددا محدودا جدا منها وهي غالبا ما تتم بجهود بعض منظمات المجتمع المدني ولكني ابحث عن دور المواطنين أنفسهم ومبادراتهم لمواجهة مشاكل المجتمع ولنأخذ عددا من الامثلة: أين دور المواطن في حل مشكلة الزيادة غير المبررة في اسعار اللحوم؟ ولماذا لا تكون هناك مبادرة منظمة لمقاطعة اللحوم والاتجاه الي البدائل؟. لماذا لا يقاطع الآباء الدروس الخصوصية ويحثون اولادهم من طلبة المدارس علي الانتظام بالدراسة والالتزام بمراجعة المناهج العلمية واستيعابها للقضاء علي »الغول« الذي يلتهم الكثير من دخل الاسرة المصرية؟. من الذي يقبل علي شراء السلع رديئة الصنع ومجهولة المصدر ورخيصة الثمن التي تملأ الاسواق رغم انها اقتصاديا هي الاغلي سعرا لان عمرها الافتراضي ايام معدودة تنتهي بعدها وتصبح غير صالحة للاستخدام؟ ومهما كانت السلعة الجيدة اغلي سعرا فهي الافضل والاكثر عمرا. لماذا لا تكون هناك مبادرات من سكان كل شارع للقيام بتنظيفه وتجميله وعدم القاء اكياس القمامة علي ناصيته بعد ان اصبحت نواصي الشوارع في بعض الاحيان مقالب للزبالة؟. من منا يسارع بالابلاغ عن حالات الفساد والانحراف وعدم الاكتفاء بالجلوس في مقاعد المشاهدين؟ يا سادة نحن في حاجة الي العلاج من مرض »السلبية والاتجاه الي تنمية المبادرات الايجابية التي غابت عن مجتمعنا.