هل أصبح التوحش هو السمة الأساسية فى التعامل بين المصريين؟ هل غاب إلى الأبد ما عرف عن أهل مصر من قيم التسامح والعفو وتقبل الآخر؟ من المسئول عن تلك الحالة غير المسبوقة من العنف والغل التى تلوث الثوب الأبيض؟ هل وطأة الإصلاح الاقتصادى وقلق البعض من القادم وراء تكاثر حالات الانتحار وجرائم القتل العائلى والتخلص من الأبناء لتخليصهم من عض الفقر؟ أم أن مواقع التواصل الاجتماعى هى المسئولة عما نعيشه من صخب وتوتر اجتماعى وسيادة قانون (يا روح مابعدك روح )؟ أصبحت سلوكياتنا التى تجنح للديكتاتورية فى الرأى والتشدد محط أنظار من حولنا من شعوب ودافعا لإخضاعنا لدراسات سيكولوجية لا يخضع لها سوى المرضى النفسيين! يعزز ذلك دراسة لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية كشفت عن أن شبكات التواصل الاجتماعى قوضت التحول الاجتماعى فى مصر وعملت على نشر الخوف بين أطياف المجتمع عبر الأخبار والصور المفبركة ونشر الشائعات قبل أن تلقى بالمصريين فى غياهب حالة استقطاب سياسى واجتماعى مدمر. قد لا تكون (السوشيال ميديا) وحدها وراء ما نعيشه من توتر مجتمعي، لكنها حسب الدراسة لها اليد الطولى فى عرقلة البناء الديمقراطى والتوافق الاجتماعى من خلال دعم السلوكيات الخطيرة مثل الاستقطاب والخوف والأنانية،مما يجعل أولئك الذين يتعرضون لهذا المحتوى يواجهون الآخرين بردود فعل أكثر تطرفًا. (صحافة المواطن)، تعد نموذجا لسوء استخدام شبكات التواصل، فبدلا من أن يعبر المواطن بحرية عن مشاكله ويضمن وصول شكواه للمسئول،أصبح هناك من يستغل تلك الوسيلة لصناعة خبر موجه يخدم أغراضا مشبوهة ثم الاستعانة بوسيلة (شير فى الخير) لينتشر الخبر كالنار فى الهشيم دون أن يتساءل أحد عن مصداقيته. والسؤال:هل الهمس الذى يصاحب إقالة مسئول كبير، وتفاصيل الحفلات الصاخبة فى الساحل الشمالي، وحالة الجدل التى يثيرها النادى الذى يمتلكه ثرى عربي، وغيرها من متابعات يومية تشغل الرأى العام، هل كانت ستكتسب نفس الزخم فى غياب (السوشيال ميديا)؟ أشك فى ذلك بنفس الثقة، التى أشكك بها فى قدرتنا على التخلص من براثن سوء استخدام تلك الشبكات، فمنذ متى تخلينا عن سلاح نقصف به جبهات الآخرين، فأوقات الفراغ ممتدة! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين