المجتمع المصرى «توحش», مشاعر العداء والكراهية تتصدر سلوكيات التعامل اليومى بين المصريين, غاب ما عرف عنهم من قيم التسامح والعفو وتقبل الآخر والترحيب بالضيف, ولعنة الله على مواقع «التربص» الاجتماعى فهى المسئول الأول عما نحن فيه الآن من صخب وجدل وتوتر اجتماعى. أصبحت سلوكياتنا التى تجنح للديكتاتورية فى الرأى والتشدد فى تعاملاتنا اليومية محط أنظار من حولنا من شعوب، ودافعا لإخضاعنا لدراسات سيكولوجية لا يخضع لها سوى المرضى النفسيين ! فقد كشفت دراسة لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن شبكات التواصل الاجتماعى قوضت التحول الاجتماعى فى مصر وعملت على نشر الخوف بين أطياف المجتمع عبر الأخبار والصور المفبركة ونشر الشائعات قبل أن تلقى بالمصريين فى غياهب حالة استقطاب سياسى واجتماعى مدمر. قد لا تكون «السوشيال ميديا» وحدها وراء ما نعيشه من توتر مجتمعى, لكنها حسب الدراسة لها اليد الطولى فى عرقلة البناء الديمقراطى والتوافق الاجتماعى من خلال دعم السلوكيات الخطيرة مثل الاستقطاب والخوف، وتجريد الآخرين من سماتهم الإنسانية مما يجعل أولئك الذين يتعرضون لهذا المحتوى يواجهون الآخرين بردود فعلٍ أكثر تطرفًا. «صحافة المواطن» مثلا تعد نموذجا لسوء استخدام شبكات التواصل,فبد لا من أن يعبر المواطن بحريته عن مشكلاته ويضمن وصول شكواه لأقصى مدى يتصوره, أصبح هناك من يستغل تلك الوسيلة لصناعة خبر موجه يخدم أغراضا مشبوهة ثم الاستعانة بوسيلة «شير فى الخير» لينتشر الخبر كالنار فى الهشيم دون أن يتساءل أحد عن مصداقيته. ترى هل كان الخلاف العابر مع السعودية أو هوس حكاية سائق «التوكتوك» أو معركة الوجود مع كيس من السكر أو حتى التشفى فى فريق الزمالك,هل كان سيكتسب نفس الزخم فى غياب «السوشيال ميديا»؟ أشك فى ذلك بنفس القوة والثقة التى أشكك بهما فى قدرتنا على التحلل من براثن سوء استخدام تلك الشبكات,فمنذ متى تخلينا بسهولة عن سلاح نقصف به جبهات الآخرين, فأوقات الفراغ ممتدة! لمزيد من مقالات شريف عابدين