تحل هذه الأيام الذكرى الثانية عشرة لرحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ والذى غاب عن عالمنا فى ال30 من أغسطس لعام 2006 عن عمر يناهز 94، تاركا خلفه إرثا أدبيا كان ومازال منبعا إبداعيا ينهل منه القارئ ليرتوى به فكريا وروحانيا، ولما لا وهو المؤلف والكاتب الروائى العربى الذى قضى أغلب حياته بين أوراق رواياته، فى تجسيد لرحلة طويلة تجاوزت نصف قرن من المثابرة والإبداع، والتى كان من شأنها أن تصل به إلى القمة، وشهدت بالفعل على انه رائد للرواية العربية التى عبرت عن عمق وعبق وهوية المجتمع المصرى. فقد ترجمت وجسدت معظم أعماله سينمائيا وإذاعيا وتليفزيونيا فضلا عن الجانب المسرحى. يعد محفوظ من أهم الأدباء العرب خلال القرن العشرين. وهو الأديب العربى الوحيد الذى فاز بجائزة نوبل للآداب.فقد ألف محفوظ على مدار حياته الكثير من الأعمال الأدبية، جاءت معظمها لتحاكى الحياة الاجتماعية والسياسية فى مصر محافظا إياه على تطور فن الرواية العربية فى مراحلها التاريخية والواقعية والرمزية والملحمية، ففى نهاية الثلاثينيات توجه إلى كتابة الرواية التاريخية وأصدر روايات استلهم فيها جوانب من مصر الفرعونية مثل «عبث الأقدار» و«رادوبيس» و«كفاح طيبة»، أما عن الواقعية فاتجه إلى كتابة رواية «القاهرة الجديدة»، ثم «خان الخليلي، وزقاق المدق، وبداية ونهاية» كما اتجه فى مشواره الأدبى إلى الفنتازيا كما فى روايتيه «الحرافيش، ليالى ألف ليلة» ورغم أن ثورة 1919قامت ولم يتجاوز نجيب محفوظ عمره سبعة أعوام لكنها أثرت فيه وتذكرها فيما بعد فى «الثلاثية» التى توج بها أعماله حيث أخذت عناوين أجزائها من أسماء حارات فى القاهرة،«بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية». ومن أبرز أعماله أيضا : «السراب»، «ثرثرة فوق النيل»، «ميرامار» ، «خمارة القط الأسود»، «تحت المظلة»، «شهر العسل»، «المرايا»، «الكرنك»،«الشحاذ»، «أولاد حارتنا» التى كانت السبب المباشر فى التحريض على محاولة اغتياله، إلا أن القدر كتب له النجاة. ولد نجيب محفوظ 11 ديسمبر 1911 فى حى الجمالية بالقاهرة، سمى نجيب محفوظ نسبا للطبيب نجيب باشا محفوظ الذى أشرف على ولادته المتعثرة، التحق بجامعة القاهرة وحصل على ليسانس الفلسفة.وانضم إلى السلك الحكومى ليعمل سكرتيراً برلمانياً فى وزارة الأوقاف ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن فى الوزارة، وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، «الثقافة» ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية، كما عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، وآخر منصبٍ حكومى شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما من 1966 حتى 1971 ثم تقاعد وتفرغ للكتابة ليصبح واحدا من ابرز كتاب الأهرام حينذاك. وعلى الرغم من ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج لدرجة أنه لم يحضر لتسلم جائزة نوبل وأوفد ابنتيه لتسلمها، كان محفوظ يعشق التجول فى شوارع القاهرة ويذهب إلى المكتبات والمقاهى خاصة بأحياء وسط القاهرة والظاهر والعباسية والحسين. تم تكريم اسم نجيب محفوظ فى الكثير من المناسبات، حيث أطلقت محافظة الجيزة عام 2001 اسمه على ميدان سفنكس، كذلك يوجد ميدان وشارع نجيب محفوظ،كما أطلقت مؤسسة الأهرام اسمه على أحد أكبر قاعاتها، وتم إطلاق اسمه أيضاً على العديد من المدارس فى أنحاء مصر، وتوجد جائزة باسمه «جائزة نجيب محفوظ» هى جائزة أدبية وغيرها من التكريمات.