فى مثل هذا اليوم توفى واحدا من "أولاد حارتنا"، هو من مر ب"زقاق المدق"، وسمع "ثرثرة فوق النيل"، وهو من نظر إلى "المرايا"، وأحب تحت المطر، فهو من سكن "قصر الشوق"، وواجه "اللص والكلاب"، إنه هو نجيب محفوظ ، رائد الأدب العربى والحائز على جائزة نوبل العالمية فى مجال الأدب العربى. ولد الأديب نجيب محفوظ فى حى الجمالية يوم 11 ديسمبر 1911وأسمه بالكامل نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، وقد حرص والده على تسميته بأسم مركب تقديرا للطبيب الذى أشرف على ولادته فكان يدعى أبوعوف نجيب باشا محفوظ. كان محفوظ أصغر إخوته،فلعب فرق السن بينه وبين إخوته دورا مهما فى حياته حيث أصبح يعامل من أبويه كأنه طفلا وحيدا. إلتحق نجيب بالمدرسة وكان تلميذا نجيبا فى تعليمه، وتدرج فى الصفوف الدراسية إلى أن إلتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، وقد تخرج محفوظ وسعى إلى أن يحصل على درجة الماجستير فى الفلسفة ولكن سرعان ما غير رأيه ولجأ إلى العمل الحكومى، فقد إلتحق بعدة وظائف وكان أولها سكرتير برلمانى لوزارة الأوقاف، ثم مديرا لمؤسسة القرض الحسن بالوزارة وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة ليعمل مديراً للرقابة على المصنفات الفنية، ثم عمل مديرا لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشارا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، إلى أن وصل إلى آخر منصب حكومى وكان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، ثم تقاعد بعده ليصبح أحد كتاب المؤسسة فى جريدة الأهرام. أتسمت حياته بالسرية حيث لم يعرف أحدا عن زواجه من السيدة عطية الله إبراهيم، إلا بعد إنجابهما، حيث تشاجرت إبنتيه فى المدرسة ووصل الأمر إلى مسمع صلاح جاهين ومن هنا رفع الستار عن زواج محفوظ. أما عن عطاؤه الأدبى بدأ منذ الثلاثينات، حيث كان ينشر قصصه القصيرة فى مجلة الرسالة، يعرف عن روايات نجيب محفوظ تجسيدها للواقع، مثل "القاهرة الجديدة" و"خان الخليلى" و"زقاق المدق"، ثم إتجه محفوظ إلى تجسيد الواقعية النفسية فى رواية "السراب"، ثم إتجه إلى الرمزية فى "الشحاذ"و "أولاد حارتنا". أعتبرت كتابات محفوظ بمثابة المرآة للحياة الإجتماعية، ورأى البعض أن السبب الحقيقى وراء مكانة وشهرة رواياته هو تجسيدها فى أفلام سينمائية، شاهدها الجميع، كما ساعد هذا بدور كبير على طول عمر هذه الروايات وتعارف الأجيال المختلفة عليها. توقف الأديب بعد نشر رواية "أولاد حارتنا" ودخل فى مرحلة الصمت الأدبى، وفى خلال هذه الفترة أنتقل محفوظ من الواقعية الإجتماعية إلى الواقعية الرمزية، مثل رواية " الحرافيش". لعبت رواية" أولاد حارتنا " دور هام فى حياة نجيب محفوظ ، فكانت من أربع روايات رشحته إلى الفوز بجائزة نوبل، كما أنها كانت سببا فى تعرض محفوظ لمحاولة إغتيال فاشلة كانت من الممكن أن تود بحياته. بالرغم من موهبة محفوظ فى الكتابة وروعة رواياته إلى أنه لم يلق إهتماما من قبل النقاد إلى أن كتب عنه سيد قضب فى مجلة الرسالة 1944ناقدا رواية "القاهرة الجديدة". حصل محفوظ على العديد من الجوائزومن أشهرها جائزة نوبل ، وقلادة النيل العظمى عام 1988. توفى نجيب محفوظ فى 30 أغسطس إثر إصابته بقرحة نازفة بعد دخوله المستشفى بعشرين يوما، فكان قد دخل مستشفى الشرطة بالعجوزة لإصابته بمشكلات صحية فى الرئة والكليتين. حمل الأعمال الكاملة ل نجيب محفوظ