ساعة الزهور الشهيرة بالإسكندرية خرجت من الخدمة عندما توقفت مؤشراتها وتعطلت عقاربها وانطفأت أنوارها وذبُلت زهورها وتوغلت أشجارها ولم تفلح المحاولات التى قام بها طارق المهدى محافظ الثغر الاسبق لإنقاذها وبعث الحياه فيها من جديد بعد ان طالتها يد الاهمال مرة أخري، لتقف الساعة الاشهر التى تتوسط أكبر وأعرق ميادين الحى اللاتينى بعروس المتوسط وهو ميدان الشهيد عبد المنعم رياض كأطلال تستدعى دموع كل من يراها وحسرة من يعرف ماضيها وتاريخها الذى يقول عنه الباحث إبراهيم العنانى عضو إتحاد المؤرخين العرب أن ساعة الزهور إفتتحها حمدى عاشور محافظ الإسكندرية عام 1966 وكانت حتى وقت قريب مقصد الجميع سواء من البرامج والافواج السياحية التى تزور الإسكندرية أو من جانب مواطنيها الذين يحرصون على إالتقاط الصور التذكارية بجوارها خاصة فى نزهاتهم أو أفراحهم وأعيادهم. ويشير العنانى للدلالة التاريخية لساعة الزهور ورمزيتها فيقول أن الجالية اليونانية إختارت وضع تمثال الاسكندر الاكبر بجوارها كونها واجهة سياحية وتاريخية من ناحية ولمجاورتها لحدائق الشلالات وما تحويه من آثار وأشجار نادرة كان يتابع الخديو اسماعيل رعايتها بنفسه من ناحية اخرى . ويقول حسن الشيخ «مهندس» أن ساعة الزهور كانت فى السبعينيات والثمانينيات مزار للتنزه وإلتقاط الصور التذكارية بجوارها ويضيف متأملا: تقريبا مفيش حد من جيلى لم يحتفظ بصور له بجوار الساعة فى شبابه حيث كان بريقها وجمالها واضواؤها جاذبة لكل الاعمار والفئات. . ويوضح ممدوح عمارة «موظف» ان إهمال ساعة الزهور بدأ مع انهيار المعالم التاريخية لشارع فؤاد ودهس الرأسمالية لكل ما هو تاريخى فيه من مبانى وعقارات ويضيف ان الساعة توقفت منذ عام الفين تقريبا حتى جاء اللواء طارق المهدى وقام بإفتتاحها فى إحتفال كبير إلا أنه سرعان ماتوقفت مرة اخرى وطالتها يد الاهمال حتى تحولت لإطلال تشير الى زمن جميل مضي. ويضيف المؤرخ ابراهيم العنانى أنه يشعر بالحزن على الحالة التى اصبحت عليها ساعة الزهور.. ويطالب هو الاخر بالإسراع لإعادة تشغيلها حيث أن عقاربها لا تعكس فقط الإحساس بالزمن وإنما الاحساس بالمسئولية. ويبقى السؤال الا تستحق ساعة الزهور أن نتحرك لاصلاحها لعل بضبطها تنضبط أحوال محافظة يُشد اليها الرحال ويقصدها الحالمون بالجمال ؟