أثار وجود تمثال الإسكندر الأكبر، الموجود حالياً فى ميدان عبدالمنعم رياض، بحى شرق، غضب الكثير من المؤرخين والأثريين المتخصصين، نظراً لعدم وجود تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض فى الميدان الذى يحمل اسمه، الأمر الذى اعتبروه عدم تقدير للشهيد وظلماً له على حساب الإسكندر الأكبر الذى وصفوه ب«الغازى». ويقول بسام الشماع، الباحث الأثرى والتاريخى إن وجود تمثال الإسكندر الأكبر فى ميدان عبدالمنعم رياض له بعد تاريخى يرتبط بتاريخ الثغر فى العصر اليونانى القديم، ولكنه انتقد وجود تمثال أبوالهول الصغير الموجود أمامه، معتبراً ذلك سوء تخطيط وقال إن من الأنسب وجود الإسكندر الأكبر فى حديقة متحف إسكندرية القومى، ووضع رصد لتاريخه بمختلف اللغات أمامه. وأشار الشماع إلى أن وجود الإسكندر الأكبر فى حديقة المتحف القومى يعمل على زيادة الحركة السياحية وتنظيمها داخل المتحف، بدلاً من تركيز الزوار على تمثالين فقط، وتكدسهم حولهما. وطالب بتصميم تمثال جديد للشهيد عبدالمنعم رياض، يحمل روحه قبل تفاصيله الحربية، لوضعه بدلاً من تمثال الإسكندر الأكبر الذى وصفه بأنه «غاز» بغض النظر عن الإنجازات التى حققها للإسكندرية على حد قوله وشدد على ضرورة كشف الستار عن التمثال فى حضور نجوم الثغر مع اعتبار هذا اليوم من العام عيداً قومياً للشهيد تقديراً له. وأيد محمود إبراهيم، الباحث الأثرى، هذا الرأى معرباً عن اندهاشه من وضع تمثال لأحد الغزاة على حساب الشهيد عبدالمنعم رياض الذى يستحق تمثالاً بهذا الميدان. فى المقابل، قال الدكتور فؤاد الشرقاوى، أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية بقسم الآثار فى كلية الآداب، إن ميدان عبدالمنعم رياض هو أنسب مكان لتمثال الإسكندر الأكبر، نظراً للبعد التاريخى المهم برأيه والذى أوضحه فى أن الإسكندرية القديمة كانت مقسمة إلى مجموعة من المداخل والأبواب، وهذا المكان بالتحديد كان يسمى «مدخل الشمس» أو «المدخل الملكى». واقترح الشرقاوى حل الخلاف بوضع تمثال لعبدالمنعم رياض، بجوار الإسكندر الأكبر دون نقله وتوقع أن يساهم ذلك فى تنشيط الحركة السياحية فى المنطقة. من جانبه، قال الدكتور أحمد عبدالفتاح، المستشار الثقافى للمجلس الأعلى للآثار، إن تمثال الإسكندر الأكبر الموجود فى الميدان هو رمز لعلاقتنا باليونان، واعتبر أن الإسكندر الأكبر، بالرغم من أنه جاء غازياً، فإنه حقق للمدينة إنجازات كثيرة تحسب له وطالب فى الوقت ذاته بتكريم الشهيد عبدالمنعم رياض بوضع تمثاله فى مكان بارز فى الثغر، معتبراً أن منطقة سيدى جابر من أفضل الأماكن طالما أن من الصعب وجوده بدلاً من الإسكندر الأكبر. ويرى عبدالفتاح أن أنسب اقتراح لحل الأزمة هو تغيير اسم الميدان، وإجراء العديد من التوسعات به التى تليق بمكانته، وإقامة تمثال عبدالمنعم رياض بالمنطقة الواقعة أمام حى شرق، بعد إزالة الحى، الذى اعتبره «واجهة غير مشرفة» للموقع هناك.