بعد شهر كامل من المتعة مع الساحرة المستديرة، اختتمت مساء أمس فعاليات كأس العالم لكرة القدم، والتى استضافتها روسيا، والتقى خلالها منتخبى كرواتيا "الحصان الأسود" والملقب بال"المتوهجين" وفرنسا صاحب الخبرات الكبيرة والملقب ب"الديوك"، حيث قدم الفريقان خلال مسيرتهما بالبطولة أرقى المستويات المهارية، التى جعلت الجميع يقف احتراما وتقديرا لهما فى النهائى الأسطورى. وأعتقد أن منتخب كرواتيا يستحق أن يطلق عليه بطل كأس العالم، رغم عدم فوزه باللقب، نظرا لما قدمه الكروات من مستوى يفوق الخيال، وهو أصغر منتخب من حيث التعداد السكاني لبلاده (نحو 4,1 ملايين نسمة) يصل إلى نهائي كأس العالم منذ الأوروجواي قبل 68 عاما. ويكفى أن المتوهجين منذ الصعود من دور المجموعات لعبوا 3 مباريات نارية مدة كل مباراة 120 دقيقة كاملة إحداها أمام روسيا صاحبة الأرض والجمهور، ومع ذلك نجح الكروات فى تخطى الصعاب والصعود للنهائى بجدارة واستحقاق. والحقيقة أن جيل لوكا مودريتش ورفاقه بات الأفضل في تاريخ كرواتيا، بعدما وصل إلى النهائي للمرة الأولى، متفوقا على جيل 1998 بقيادة دافور سوكر. فى النهاية لقد شاهد العالم مونديال روسيا 2018، والذى حفل بالمفاجآت، ومنها سقوط المنتخبات الكبرى مثل ألمانيا والبرازيل والأرجنتين، ولكن بقى أن يرفع الجميع القبعة ل"كرواتيا" ذلك البلد الصغير الذى أبهر العالم. لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب