«ما تلفظه السياسة تستسيغه كرة القدم»، فبينما تتعالى الأصوات اليمينية الفرنسية المناهضة للهجرة والرافضة لوجه فرنسا أن يتغير, تتعالى أهات الجماهير مع كل هدف يحرزه أحد لاعبى المنتخب الفرنسى الذى يضم حوالى 80% من لاعبيه من أصول إفريقية, منهم 3 من أصول عربية, والذى بات على بعد خطوة واحدة من حمل لقب بطل كأس العالم لعام 2018 بعد غياب 20 عاما. فقد احتشد رفاق كيليان مبابى من حوله وتعانقت الأذرع السمراء والبيضاء والبنية واصطفت القمصان الزرقاء كالشلال مع إحراز كل هدف لفرنسا, ف «مبابي» الذى يعد الجوهرة التى أضاعتها الجزائر وكسبتها فرنسا, ولد فى إحدى ضواحى العاصمة الفرنسية باريس عام 1998 وكان والده مدرب كرة قدم من أصول كاميرونية فى حين كانت والدته لاعبة كرة يد من جذور جزائرية.. أما النجم الفرنسى بول بوجبا فهو مسلم من أب غينى وأم كونغولية, ويعد أهم لاعبى يوفنتوس الإيطالى فى الوقت الحالى نظرا لما يتمتع به من إمكانيات كبيرة جعلت الأندية العملاقة تتهافت على التوقيع معه بمبالغ خيالية رغم أنه مازال فى ال22 من عمره. أسماء أخرى لامعة برزت فى المنتخب من أبناء المهاجرين, فوالد رافاييل فاران من موزمبيق، أما والد لاعب الوسط كورينتين توليسو فهو من توجو، بينما والدا نجولو كانتى من مالي، أما والدا عثمان ديمبلى فينحدران من موريتانيا، أما والد بلاز ماتويدى فهو أنجولي، وتعود أصول عائلة نبيل فقير إلى الجزائر، أما والدا نزونزى فهما من جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويبدو أن الاعتماد على المهاجرين لتمثيل منتخب فرنسا ليس بجديد, حيث أن التتويج الوحيد للمنتخب بكأس العالم عام 1998 جاء بفضل منتخب ضم وقتها عددا كبيرا من اللاعبين أصحاب أصول غير فرنسية, أبرزهم طبعا زين الدين زيدان صاحب الأصول الجزائرية.