مازالت شاشات الفتنة والتحريض تبث صخبا وغضبا وحقدا بلا حدود ضد مصر بافتعال واختلاق قصص وروايات لا أساس لها من الصحة، متوهمين أن فنون الدعاية والتأثير يمكن أن تنطلى على شعب مصر! هؤلاء الغائبون عن الوعى لم يستوعبوا دروس السنوات الخمس الأخيرة منذ أن لفظهم شعب مصر بخروجه الكبير يوم 30 يونيو، ورغم أن الحقائق على الأرض فى مصر لا توفر لهم أى مساحة لمواصلة الكذب والافتراء فإنهم لم يتعظوا لأنهم لم يفهموا بسبب استمرار احتمائهم بخنادق الغباء وإنكار الواقع! إن تضليل الناس فى عصر المعرفة لم يعد أمرا سهلا ولا ممكنا حتى لو جرى التلاعب بأحب الشعارات إلى النفوس أو المتاجرة بما يواجهونه من هموم ومشكلات خصوصا عندما ينكشف الغطاء عن أطراف المنظومة المعادية فى عواصم بعينها تسير فى نفس الخطوط وتردد ذات الاتجاهات المفضوحة بمفردات الحقد والكراهية. إن فى مصر تجربة رائدة ليست على هواكم لأنها أجهضت مخططا كبيرا لم يكن يستهدف مصر وحدها، وإنما كان يستهدف المنطقة بأسرها تحت رايات الفوضى الهدامة، ولم يقل أحد فى مصر أن هذه التجربة معصومة من الخطأ فهى شأن أى عمل إنسانى يواجه العديد من المصاعب والعراقيل لكن المحصلة فى النهاية ترجح فيها كفة الإيجابيات على السلبيات، ومن ثم يتعزز الفهم الصحيح بأن عظمة وقيمة هذه التجربة الرائدة بعد ثورة 30 يونيو تكمن فى بروز الشخصية الوطنية المستقلة التى من أجلها خرج الملايين إلى الشوارع والميادين وخاضوا بعد ذلك مع السيسى ما خاضوه من معارك استعادة الأمن وإعادة تشغيل قطار الإعمار والتنمية فى إطار رؤية وطنية توافق عليها المجتمع المصرى بعد أن حدد معالمها ورسم حدودها بإرادته المستقلة ! خير الكلام: العبرة ليست فى قوتك بل فى صحة اختياراتك ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله