لا تعلموا أولادكم أن الصيام للشعور بالفقراء.. لا تقولوا لهم إن الله يريد أن يختبر صبرنا.. فهناك مئة طريقة لاختبار الصبر غير الحرمان من الطعام لمدة من الزمن .. لا تقولوا لهم أننا نصوم لنشعر بمن ليس لديه طعام أو لكي لا ندخل النار.. يكفي أن يكون الطفل على مستوى بسيط من الذكاء حتى يسأل: وهل الفقراء يصومون؟ جاوبه الآن! إذن لم نصوم؟ نصوم لنتعلم التقوى، قال تعالى: (لعلكم تتقون).. نصوم لنهذب أنفسنا .. نصوم لأنها عبادة تجعل أرواحنا بعيدة عن كل الشهوات.. أمامك الطعام ولا تأكل.. تشعر بالعطش ولا تشرب، يمكنك أن تشرب فلا أحد يراك! هو حقاً تهذيب للنفس، حين تكون قد وصلت لمرحلة تقتنع بها أن صيامك هو التزام بطاعة الله وتقربٌ منه. وهو عبادة محببة له، هو شيء يجعلك أكثر قرباً مما كنت عليه سابقاً هو رسالة تقول لك تستطيع أن تلتزم بأوامر الله بأمور دنيوية أنت بحاجة لها .. إذن يمكنك بكل سهولة ان تلتزم ببقية أحكامه. وهو تعليم للإرادة . علموا أولادكم حب الله أولا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه. وقال الإمام النووي: معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق معتقدا فضيلته. ومعنى احتساباً: أنه يريد الله تعالى، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. إنه رمضان الذي جاءنا ضيفا من الله الذي أمرنا بإكرام الضيف، أرأيتم ما أعجله، هذا معنى قوله تعالى: « أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ» البقرة [184]، فلنغتنم ما تبقى من أيام لهذا الضيف الكريم بأداء الفرائض والنوافل والمستحبات والقربات واجتناب المحظورات، وشكر النعم.