الآداب الواجبة فى شهر رمضان

هناك عدد من الآداب يجب مراعاتها فى صوم رمضان يجمعها أدبان اثنان هما: الإيمان والاحتساب.. والإيمان أمر معروف، والاحتساب هو رجاء الثواب من الله تعالى وانتظاره منه.. وهذا ما لخصه الحديث الشريف فى قول صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». وعبادة الصوم من أكثر العبادات تأثراً بعادات المجتمعات وأنماط معيشتها وصور حياتها الاجتماعية لدرجة أن أكثر الناس قد يصومون مجاراة لحكم العادات والتقاليد، أو حرجاً من الخروج على العرف العام، أو رجاء مكاسب صحية أو مادية.. إلخ .
والإسلام حين طلب الصوم إيماناً واحتساباً لم يكتف ببيان جانب التخلى عن الطعام والشراب ولذائذ الجسد بل نبه وبقوة إلى جانب التحلى بفضائل وآداب لا تقل أهمية وخطراً فى تحقيق معنى الصوم عن جانب التخلى والامتناع.. فى مقدمة هذه الآداب: صيام الجوارح عن الآثام والمنهيات: فعلى العين أن تصوم عن اقتحام حرمات الله _ وعن البحث عن عيوب الآخرين، وعلى اللسان أن يمسك عن البذاء وعن اللغو والإساءة للغير.. وأن يُحبس فى الفم إلا عن الكلام الطيب وقول المعروف وإلا فالمصير هو النار.. يقول النبى صلى الله عليه وسلم: «وهل يكب الناس فى النار على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم»، وحصائد الألسنة.
ومن الآداب الواجبة: الالتفات لبر الوالدين وصلة الأرحام ومقابلة الإساءة بالإحسان وتحمل المشقة، وكظم الغيظ والصبر على الآخرين، والاعتكاف إذا كان لا يتعارض مع الحقوق تجاه الآخرين والجود، والإكرام بما هو متاح وممكن وميسور دون تكلف ولا إرهاق ووقف الإسراف والتبذير والسفه فى الإنفاق وقبل ذلك الترحيب بهذا الشهر والفرح والسرور بأيامه ولياليه والأنس بصيام نهاره وقيام الليل.. والكف عن الألفاظ التى تعبر عن الملل وضيق الصدر برمضان فإنها تذهب الثواب وتلقى بالصوم فى مهب الريح، وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم: «لو تعلم أمتى ما فى رمضان من الخير لتمنت أن يكون السنة كلها رمضان..».