الذنوب الصغيرة التي يرتكبها المسلم تمحوها فريضة الصوم والثواب الكامل لمن يلتزم بآداب الصوم وحضور دروس العلم للمرأة في المسجد مع وجود الاعذار الشرعية لا يجوز. كانت هذه اسئلة القراء نقدمها مع اجابات العلماء عنها. * تسأل القارئة ع.م.ف من السويس قائلة: هل صوم رمضان يمحو كل الذنوب والآثام التي يرتكبها المسلم؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: من صام رمضان معتقدا ان صومه فرضه الله تعالي فاجتهد في أداء هذه الفريضة وحرص علي سلامتها وتأديتها علي الوجه الأكمل فله جزاؤه عند الله عز وجل قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". ومعني احتسابا ان يصوم رغبة في اداء هذه الفريضة لله ورجاء رضوان الله عليه واثابته علي هذه العبادة وعلامة ذلك ألا يستثقل الصوم ولا يري أيامه طويلة وإنما تكون عبادة محببة إليه.. فإن الله عز وجل يغفر له ما تقدم من ذنبه. وبالنسبة لما ورد في السؤال فالله عز وجل يغفر الصغائر من الذنوب أما الكبائر فإنها لا تكفر إلا بالتوبة منها بمعني ترك تكرار الذنب والعزم علي ألا يعود المذنب وان يندم علي ما فات ويرو المظالم إلي اصحابها فالصيام يكفر الصغائر دون الكبائر. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر" وهذا الحديث النبوي الشريف يبين ان العبادات تزيل كل الذنوب ويغفر الله تعالي بها الذلات. لكن مما يجب التنبيه له ان العبادات لا تتفق مع المعاصي فهي تعود المسلم علي البعد عنها فهذه العبادات لا تكفر الكبائر وإنما الذي يكفرها هو التوبة النصوح. والله أعلم. * يسأل القاريء عيد السيد أحمد من بورسعيد قائلا: بعض الصائمين يفقدون صبرهم ويثورون لأتفه الأسباب ثم بعد ذلك يعتذرون لأنهم صائمون فما حكم الدين في صومهم؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يقول: شرع الله تعالي صيام شهر رمضان لحكم عظيمة وأسرار كثيرة وفوائد جمة تسمو بالبشرية إلي درجات الرشد والاستقامة.. فالصوم خير علاج لعلة النفس وغلبة الهوي إذ يبعث في الإنسان روح التقوي وروح الخوف والخشية فليس الصوم مجرد امساك عن الأكل والشرب وإنما هو امساك عن سائر ما نهي الله عنه. وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ليس الصيام من الأكل والشرب" وإنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جاهل عليك فقل: اني صائم.. اني صائم وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" وقد قال بعض السلف الصالح: "أهون الصيام ترك الطعام والشراب" فهؤلاء الذين يثورون لأتفه الاسباب لم يتخلقوا بأخلاق الصيام.. فقد قال جابر رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك والمآثم ودع أذي الخدام وليكن عليك وقارا وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء" فالمسلم الذي يلتزم بآداب الصيام له ثواب عند الله كبير. يتحقق بحسن صيامه والتزامه وصدق نيته مع الله عز وجل أما الذين لا يلتزمون بهذا ثوابهم قليل وحظهم من الجزاء علي الصيام غير كامل. والله أعلم * تسأل القارئة: ر.ف.م من السويس قائلة: ما حكم الدين في دخول المرأة المسجد لحضور دروس العلم مع وجود العذر الشرعي؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فتحي عثمان الفقي وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: المساجد بيوت الله في أرضه لأداء العبادات وتلاوة القرآن ويجب تنزيهها شرعا عن كل ما نهي الشرع عنه من دخول اصحاب الاعذار وخاصة الجنب والحائض والنفساء إلا لعابر سبيل منهم أو إذا كان هناك حالة ضرورة كاللجوء إلي المسجد خوفا من عدو أو سلطان جائر ففي هذه الحالة فقط يجوز لمن به هذا العذر اللجوء للمسجد والمكث فيه. أما ما عدا ذلك من تلقي دروس العلم فليس هناك ضرورة تدعو إلي ذلك حيث يمكن الاستغناء عن حضور اصحاب الاعذار الشرعية بتسجيل ذلك وخاصة ان مدة الحيض محدودة. وبالنسبة لما ورد في السؤال فقد اتفق الفقهاء علي حرمة المكث في المسجد للحائض والنفساء واستندوا في ذلك لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب" تنزيها للمسجد وصيانته عن كل نجس.. والله أعلم.