الصوم ليس حجة مقبولة للموظفين في تأخير مصالح الناس. وصلاة التراويح في المسجد جماعة أفضل. وتمسك المرأة بالصوم مع وجود العذر الشرعي حرام. كانت هذه أسئلة القراء نقدمها مع إجابات العلماء عنها. ** تسأل القارئة فاطمة ابراهيم محمود من طنطا غربية قائلة: ما حكم الدين في بعض الموظفين الذين يتخذون الصيام سببا للتقصير في أداء أعمالهم؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيح علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يقول: الصوم جاء لتقوية النفس وزيادة النشاط ولا يدعو للكسل إطلاقا فمعظم المعارك الخربية التي خاضها المسلمون كانت في رمضان وأبلي المسلمون فيها بلاءً حسناً فالقوة المعنوية تتضاعف لدي الصائم والمفروض أن يزيد إنتاجه.. أما تعطيل المصالح والنوم خلال العمل كل ذلك يتعارض مع حكمة الصوم وينقص من ثوابه. فمن الأعمال الصالحة التي يجب ان يحرص عليها المسلم ان يجتهد في عمله الدنيوي الي جانب عمله العبادي والمسلم الذي ينشد أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم لا ينبغي ان يتقاعس عن المهام والأعمال التي كلف بها وفرضت عليه ولن يكون الصيام عذرا مقبولا عند الله عز وجل ان هو قصر في أداء واجبه ومن الإساءة الشديدة للدين ان يتخذ المسلم صيامه سببا للتقصير في عمله أو تعطيل مصالح الناس بحجة انه صائم فالتفرغ للعبادة جزء من الوقت والجزء الآخر للعمل والإنتاج وكسب الرزق وهذا العمل إذا صاحبه الصيام فثواب الصوم يزداد حسنا ورقيا ومكانة عالية.. والله أعلم. يسأل القارئ ياسر عبدالهادي حسن من أسيوط قائلا: هل يشترط في صلاة التراويح ان تصلي جماعة بالمسجد أم ان يصليها المسلم وحده وفي بيته؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول: ذهب جمهور الفقهاء الي أن الجماعة في صلاة التراويح سنة وقال الحنفية: صلاة التراويح جماعة سنة علي الكفاية فلو تركها الكل ساءوا. ولو تخلف عنها رجل فصلي في بيته جازت صلاته ولكنه ترك الفضيلة. وان صلاها في البيت جماعة جاز أيضا وان فاته فضل الجماعة. وقال المالكية تندب صلاة التراويح في البيت إذا لم يؤد ذلك الي تعطيل المساجد علي وجه الاجمال. ويعتمدون في هذا الرأي علي خبر: "عليكم بالصلاة في بيوتكم فان خير صلاة المرء في بيته الا الصلاة المكتوبة" أخرجه مسلم ولخوف الرياء وهو حرام. والقول بندب صلاة التراويح في البيوت مشروط بشروط منها: أولا: عدم تعطيل المساجد. ثانيا: ان ينشط المصلي لصلاتها في بيته. ثالثا: ألا يكون مقيما بالحرمين فان تخلف شرط من هذه الشروط وكان فعلها في المسجد أفضل كما قال الحنابلة ان صلاة التراويح جماعة أفضل من صلاتها فرادي وفي حديث أبي ذر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم جمع أهله ونساءه وقال: "ان الرجل اذا صلي مع الإمام حتي ينصرف كتب له قيام ليله" فإذا تعذرت الجماعة صلي وحده لعموم قول رسول الله: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" ولقد ثبت ان الرسول صلي الله عليه وسلم قد صلي التراويح بالمسجد ليلتين أو ثلاثا. ثم احتجب عن أصحابه فصلاها في بيته فلما سئل عن ذلك قال: "أخشي ان تظنوا أنها مفروضة عليكم فلا تطيقوها. ولكن الذي جمع الناس علي صلاتها هو عمر بن الخطاب حتي لا يتكاسل الناس عن صلاتها وفي كل خير بإذن الله.. والله أعلم. تسأل القارئة ح. م. ف. من دسوق كفر الشيخ قائلة: زوجتي تصر علي الصيام وهي حائض. متعللة في ذلك بحرمة أيام هذا الشهر. فما حكم الدين؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد نجيب عوضين- الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية - يقول: الحيض من الأمور التي اختصت بها النساء بطبيعة تكوينهن الجسدي الذي خلقهن الله عليه ويقاس عليه دم النفاس. وبالتالي من باب التخفيف علي المرأة لما يصيبها من هذا بسبب طبيعتهن الجسدية منحهن الله رخصا ترتبط بهذه الحالة. تقوم بإسقاط التكليف خلال هذا الزمن في بعض العبادات تماماً ولا قضاء ولا شيء عليهن كما في الصلاة. فهي تسقط عن الحائض والنفساء.. فعن عائشة رضي الله عنها. قالت: كنا نحيض علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. ومن الأمور التي لا تصح منهن حال الحيض والنفاس قراءة القرآن والصوم والمعاشرة الزوجية والطواف بالبيت والمكث في المسجد. وبالنسبة لما ورد في السؤال يجب الفطر خلال الحيض ولا يصح الصوم. بل هو حرام وباطل. وتأثم المرأة بالإصرار عليه لأنها مأمورة بذلك شرطاً وتعارض ما أقرته سنة رسول الله وعليها القضاء . فإذا انقطع الحيض خلال نهار رمضان فلا يلزمها الإمساك بقية النهار لعدم وجود دليل بهذا وعليها القضاء. وإذا حاضت المرأة قبل غروب الشمس ولو بلحظة فعليها قضاء ذلك اليوم. وكذا إذا طهرت المرأة الحائض قبل الفجر الصادق ولو بلحظة فعليها أن تنوي الصيام. وتصوم سواء اغتسلت قبل الفجر أو بعده وصومها صحيح.. والله أعلم