ليلة القدر، الليلة التي أنزل الله بها القرآن، بالوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتَنَزَّلُ الملائكة في هذه الليلة بالبركة والخير والرحمة والسلام، وهى خير من ألف شهر، وهو ما يتضح في قول الله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ". وفي تفسير بن كثير، قيل إن الملائكة تَنَزَّلُ على المؤمنين عند تلاوة القرآن ويحيطون بالذاكرين لله وذهب بعض المفسرين إلى أن قوله تعالى "وَالرُّوحُ فِيهَا" أن المراد به جبريل عليه السلام .. والله أعلم وقالوا إن ليلة القدر تقضى فيها الأمور وذلك لقوله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ".. والله أعلم. لا شك أن ليلة القدر ليلة مباركة ومميزة ولكنها في الحقيقة ليست الليلة الوحيدة التي تتنزل بها الملائكة بالخير والرحمة والبركة، وهو ما يتضح في قول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ".. وتعني الآية السابقة كما يتضح بمعاني كلماتها، وكما جاء في كتب التفسير، أن الذين آمنوا بالله وأطاعوه ولم يشركوا به، تتنزل عليهم الملائكة عند الموت وتقول لهم ألا تخافوا ولا تحزنوا مما تقدمون عليه من أمر الآخرة ويبشرونهم بالجنة التي وعدوا بها بالدنيا. وقيل في رواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه أوصى في ليلة القدر بدعاء: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا) وأرجع المفسرون ذلك لكون العفو يتضمن: العفو في الأبدان من كل داء، والعفو في الدين أي التوفيق في عبادة الله وعدم الشرك به وعمل الصالحات من الأعمال، وكذلك يتضمن العفو رحمة الله ومغفرته سبحانه وتعالى للذنوب. وجاء في كتب المفسرين الأوائل، اجتهادات تشير إلى أن هناك اعجاز عددي في سورة القدر، حيث وجدوا أن عدد كلمات سورة القدر ثلاثون كلمة بعدد أجزاء القرآن، وعدد أحرفها 114 حرفا بعدد سور القرآن الكريم، وأن كلمة هى في الآية رقم 27 ، ولذا رجحوا أنها ليلة القدر.. والله أعلم.. ولاحظوا كذلك أن كلمة القدر في السورة تكررت في أرقام 5 و10 و12 ، ومجموعهم 27 ، وهذا يرجح أن ليلة القدر هى ليلة 27 مرة ثانية.. والله أعلم. كما رأوا أن كلمة ليلة القدر مكونة من تسعة حروف وأنها تكررت ثلاث مرات، فيكون ذلك سبعة وعشرين، مما يرجح أن ليلة القدر هى ليلة 27. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;