تقود وزارة الإنتاج الحربي واللواء الدكتور محمد العصار قاطرة التصنيع في مصر, ولا يترك العصار فرصة الا واقتنصها من أجل تدعيم انطلاقة التحول الصناعي، ولا دولة مستعدة للتعاون معنا ومساعدتنا إلا وطرق بابها وطلب مساعدتها، من كوريا الجنوبية إلي اليابان وسنغافورة والصين وغيرها.. وفي مجالات النقل والاتصالات وتنقية وتحلية المياه وصناعة الدواء وغيرها.. ودائما ما يذكر الباحثون في معجزة اليابان الاقتصادية، الدور الرائد الذي قامت به وزارة التجارة والصناعة «Miti» اليابانية، التي كانت بمثابة القوة الدافعة والقاطرة التي قادت التقدم الاقتصادي والصناعي لليابان خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن ال20 الماضي، وعلي سبيل المثال يقول البروفسور شالمار جونسون، بأن لم يكن من الممكن لليابان أن تحقق معدلات النمو الاقتصادي المذهلة خلال ال20 عاما التي تلت انتهاء الحرب العالمية الثانية بدون السياسات الرشيدة التي ابتدعتها «ميتي» خاصة في مجال نقل التكنولوجيا الأجنبية إلي اليابان ومصانعها.. حيث تولت مهمة التفاوض مع الشركات الأجنبية لنقل التكنولوجيا إلي الشركات اليابانية الخاصة وكانت «ميتي» بمثابة الوسيط بين الحكومة والقطاع الخاص الياباني وكان لها سلطات واسعة في رسم السياسات الاقتصادية لليابان، ودائما ما يشير الخبراء إلي دورها الأكثر أهمية في الدفع بصادرات اليابان إلي الخارج.. وبعد أن تمكنت اليابان من «توطين» التكنولوجيا الجديدة خاصة للمنتجات غير العسكرية، واسعة الاستهلاك، حيث أسست «ميتي» بنك التنمية الياباني، بهدف دعم صادرات اليابان للخارج، ثم أنشأت معهدا للأبحاث والسياسات مهمته دراسة وتحديد القطاعات الاقتصادية الأكثر أهمية وتوجيه الاهتمام والاستثمارات لها، وجمع المعلومات عن الأسواق الخارجية المحتملة للسلع اليابانية وهكذا.. نجحت اليابان في الخروج من دمار الحرب العالمية الثانية وأعادت بناء ما تم تدميره، وخلال أقل من 20 عاما كانت تحقق معدلات نمو تصل إلي 10% وضاعفت من مستوي دخل المواطنين ورفع مستويات المعيشة بصورة غير مسبوقة. نأمل أن تقود وزارة الإنتاج الحربي عملية تحول مصر من دولة زراعية أو كانت زراعية إلي دولة صناعية كما نجحت في ذلك الدول الآسيوية من اليابان إلي كوريا الجنوبية وماليزيا والصين ثم أخيرا فيتنام. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم