«الخيام الرمضانية».. صائمون والله أعلم

دار الإفتاء: على المسلم أن يتحلى بالفضائل

* علماء الدين: شرب الشيشة واللهو مظاهر تتنافى مع رمضان
أصبحت الخيم الرمضانية من الأمور المقترنة بشهر الصوم، وانتشر فيها الاختلاط، وشاع التدخين بأنواعه الشيشة والسجائر، وكثير من المظاهر التي تتنافى مع حكمة صيام شهر رمضان المبارك
وطالب علماء الدين الصائمين بالامتناع عن كل ما يفسد الصوم من لهو وسماع الأغاني الهابطة التي تخدش الحياء العام وأن يستغلوا الشهر الفضيل في العمل الصالح والتقرب الي الله سبحانه وتعالي بغية الغفران والرحمة من الله عز وجل.
وأكدت دار الإفتاء أنه لو علم الساهرون فى الخيم الرمضانية ما فى قيام رمضان من ثواب ونزول رحمات لرجعوا إلى الله تائبين، ولو علم الإنسان ما فى قيام رمضان من الثواب ونزول الرحمات لرجعوا لما فرطوا فيه نادمين، فالعاقل من خالف نفسه وهواه وتاب إلى مولاه وأقبل فى رمضان على طاعة الله بكثرة العبادات والبعد عن الشبهات.
وطالبت الدار المسلم بأن يتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل عموما وفى رمضان خصوصا، فلا يرتكب فيه ما يغضب الله عز وجل، أما بالنسبة لقبول الصيام لمن يرتكب بعض اللهو، فالصيام لله وهو يجازى به، مشددة على ضرورة ان يحيى المسلم ليل رمضان بقراءة القرآن والذكر والاستغفار والقراءة النافعة وكل الأعمال التى تزيد من الحسنات فى هذا الشهر الكريم المبارك.
بدعة دخيلة
من جانبه أشار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى انه إذا كان ما يقدم فى الخيام دروس العلم ومساعدة الفقراء وقول المعروف فهى حلال بل علينا الإكثار منها أما إذا كانت تقدم فيها الأغانى والرقص وكل ما يؤدى إلى النظر المحرم والتدخين فإنها حرام شرعا.
وأوضح أن انتشار ظاهرة الخيام الرمضانية وشرب السجائر والتدخين واللهو بدعة منكرة دخيلة على رمضان لان شهر رمضان شهر الصيام والتعبد والتقرب إلى الله وذلك مصداقا لقوله تعالي: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ».
وأضاف: إن مقاصد الشريعة الحث على الطاعات فى النهار والقيام فى الليل وقراءة القرآن والدعاء والإنفاق وعمارة المساجد وقراءة القرآن ويجب أن يعلم المسلم أن شهر الصيام أعظم شعيرة وجعله الله سبحانه وتعالى بابا من أبواب الجنة للذاكرين والقائمين والمصلين، ولا ينبغى لمسلم عاقل يعرف فضل ومكانة شهر رمضان، أن يفوّت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله فما هى إلا ليال معدودة ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكون سعادة فى الدنيا والآخرة.
وفى السياق ذاته أوضح الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين السابق بأسيوط، أن الصوم يربى النفس البشرية على الصبر وتحمل المشاق، فهو يجمع أنواع الصَّبر الثَّلاثة الصَّبر على المأمور لأن يلتزم بأمر الله سبحانه وتعالى بالصيام ويخالف نفسه والصَّبر على المحظور لأنه يصبر على اجتناب ما نهى الله عنه من شهوات وفحش القول، والصَّبر على المقدور لأنَّ الصَّائم يحبس نفسه على الرِّضا بما قدَّر عليه من ألم الجوع والعطش ومن استكمل هذه الأنواع فقد استكمل حقيقة الصَّبر وبلغ ذروته. كما أن الصوم يعوِّد النَّفس على امتثال أوامر الله عزَّ وجلَّ وإخلاص العمل له، ورجاء ثوابه، لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه».
أما انتشار الخيام الرمضانية واقترانه بشهر رمضان المعظم من خلال السهر والتدخين فهذا حرام شرعا لان الأصل فى العقيدة صيام نهار رمضان والابتعاد عن كل ما هو حرام أو يفسد الصوم وقيام الليل وقراءة القرآن والصلاة وصلة الرحم والعمل والمحافظة على الطاعات. وما يحدث الآن من انتشار الخيام الرمضانية واختلاط النساء والرجال والضحكات العالية والألفاظ التى يتباهى بها ضعاف النفوس وشرب الشيشة، فكل هذه الأمور مرفوضة تماما فى رمضان وغير رمضان، والقرآن الكريم يوضح لنا ذلك فى قوله تعالي:«فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض»، وما يحدث فى هذه الخيام من كلام خارج عن المألوف عمل ترفضه الفطرة السليمة قولا وفعلا. ونطالب هؤلاء القائمين على هذه الخيام بأن يستغلوا أوقاتهم فى ذكر الله عز وجل من خلال قراءة القرآن والصلاة على النبى والتقرب إلى الله من خلال صلة الرحم وبر الآخرين.
وأضاف: إن انتشار التدخين فى هذه الخيام أصبح سمة رئيسية وسماع الأغانى الهابطة بحجة أنها بعد الإفطار نقول لهؤلاء إن دار الإفتاء المصرية أصدرت فى عهد الشيخ نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق فتوى بحرمة التدخين فى ليل رمضان وغير رمضان لأن فيه أذى للنفس التى خلقها الله سبحانه وتعالي، وهذه المظاهر مرفوضة ويجب على الصائم الامتناع عن كل ما من شأنه أن يفسد الصيام.