كرم الله عز وجل الأمة الإسلامية وفضلها علي كثير من الأمم السابقة, وجعل الحق سبحانه وتعالي الحسنة بعشرة أمثالها وفتح أبواب الطاعات أمام المسلمين للتقرب إلي الله عز وجل والحصول علي الثواب العظيم, وقد أوصي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بصيام ستة أيام من شهر شوال لما لها من عظيم الأجر والثواب. وعن فضل صيام هذه الأيام يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف: من المقرر شرعا أن الصيام من أفضل القربات والطاعات إلي الله عز وجل وصيام شهر رمضان يكون فرصة للتقرب إلي الله بفعل الطاعات من صيام وقيام الليل وإخراج زكاة الفطر وقراءة القرآن الكريم, لكن بعد شهر رمضان فإن الإنسان قد لا يداوم علي فعل هذه الطاعات, ولذلك نجد أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قد أمر بصوم ستة أيام من شهر شوال وقد حبب صلي الله عليه وسلم المسلمين بصيام هذه الأيام, لأن الله عز وجل جعل الحسنة بعشرة أمثالها فمن صام شهر رمضان فكأنما صام عشرة أشهر ومن صام ستة أيام من شهرشوال فكأنما صام شهرين, ولذلك فصيام ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان تعادل صيام العام كله. وعن شروط صيام هذه الأيام يقول أنه لايجوز للصائم أن يصل هذه الأيام بشهررمضان, فلا يجوز صيام يوم عيد الفطر ولابد أن يفطر الإنسان في هذا اليوم وهذا حلله الله عز وجل ولا يجوز للإنسان أن يضيق ما وسعه الحق سبحانه وتعالي, لأن يوم عيد الفطر هو يوم الجائزة التي منحها الله عز وجل للصائمين ولذلك لايجب صيام يوم عيد الفطر, وعلي المسلم أن يصوم تلك الأيام متفرقة علي مدار شهر شوال, ويحبز أن يقوم المسلم بصيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع في شهر شوال بدلا من أن يقوم بصيام هذه الأيام متتابعة لأن المسلم بذلك يواصل من فعل الخيرات طوال شهر شوال, لأنه أيضا أثناء صيام هذه الأيام يصاحبها الكثير من الطاعات كقيام الليل وقراءة القرآن. ومن جانبه يقول فضيلة الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر الشريف أنه بعد صيام شهر رمضان يحتفل المسلمون بعيد الفطر الذي جعله الله عز وجل يوما يفرح فيه المسلمين بعد أن وفقهم الله عز وجل لصيام شهر رمضان, وبعد إنقضاء شهر رمضان فإن الناس قد تستغرق في الإحتفال بالعيد وتبتعد عن الطاعات التي كانت في رمضان, ولذلك فصيام ستة أيام من شهر شوال يعد قربا لله عز وجل كما يعد دليلا علي قوة الإيمان ورغبة الإنسان في المداومة علي فعل الطاعات والتقرب إلي الله عز وجل بنفس الأعمال التي كان يقوم بها المسلم في شهر رمضان, لأن الناس بعد شهر رمضان تقل من فعل الخير وتهجر المساجد ويترك الناس قراءة القرآن, فعلي المسلم أن يغتنم هذه الفرصة ويصوم تلك الأيام ويربي أولاده علي صيامها لما لها من عظيم الأجر والثواب.