مع ختام رمضان يتساءل الكثيرون عن كيفية ختام هذا الشهر حتي يحظي الصائم بالثواب الكامل، وقد يجد البعض من عمله طوال الشهر بديلاً عن الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان ، إلا ان العلماء أكدوا أن هناك العديد من النصائح التي ينبغي علي المسلم الالتزام بها في اواخر الشهر الفضيل لتحصيل الثواب الكامل لهذا الشهر. يقول الدكتور احمد علي ليلة استاذ مساعد العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الاسلامية بنات جامعة الزقايق ان هناك بعض الوقفات التي يجب ان يقف عندها الصائم خاصة في العشر الاواخر من شهر رمضان، هذه الوقفات تبدأ مع القيام وفضله في هذا الشهر الكريم، وختم القرآن فيه، مع استحضار روح القيام، وهي الخشوع والخضوع ، ويأتي ذلك بتدبر ما يتلي من القرآن مع استحضار النية في كل الأعمال، وأن العمل لا يقبل إلا أن كان خالصًا لله تعالي، ليس لأحدٍ حظٌ فيه. واستغلال الوقت في الطاعة، والتقرب إلي الله بشتي العبادات، والحذر من مضيعات الأوقات وتقوي الله حيث انها الغاية التي من أجلها فرض الصيام، والتي محلها القلب، وأنها لا تحدث إلا بهجر الحرام، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي. والاجتهاد بالاكثار من ذكر الله عز وجل، وأنه روح الأعمال كلها، وعبادة من أيسر العبادات علي النفس، وأعظمها أجرًا عند الله، فينبغي أن يكون للمسلم حظ منها، سواء كانت الأذكار المطلقة طوال اليوم، أو أذكار الصباح والمساء. ويضيف انه يلزم المسلم في ختام شهر رمضان أن يجعل أسرته مجتهدة في الطاعة حيث إنه مسئول عنها، فيمنع عنها أسباب الفساد والغواية في هذا الشهر، ويحثهم علي الطاعة والصلاة وتلاوة القرآن والاعتكاف كما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يفعل مع اسرته، مؤكدا أن الاعتكاف في ختام رمضان له أهمية لإحياء الإيمان في قلب المسلم، كما أن روح الاعتكاف هي تخلية القلب لله، والإلحاح في طلب عفوه ونيل رضاه، ومن ثم فلا ينبغي لنا أن نفرط في هذه العبادة الجليلة في العشر الأواخر من رمضان، كما ينبغي علي كل مسلم تحري ليلة القدر، التي تعد بحق فرصة العمر للمسلم الذي يريد مغفرة الله وعفوه ورضوانه فقيامها وعبادة الله فيها خير من عبادة ألف شهر. واختتم نصائحه ووقفاته بالعهد بعد رمضان، وأن علي المسلم أن يستشعر نعمة الله عليه بإتمامه شهر رمضان كاملاً، فلا يفرط في الصيام ولا القيام ولا قراءة القرآن بعد رمضان، وأن يحرص علي أن يتحلي بالأخلاق الفاضلة التي كان يتحلي بها في رمضان طوال العام، ليكون من الفائزين دائمًا. أما الدكتور محمود عمر هاشم عميد كلية اصول الدين بجامعة الزقازيق فطالب بضرورة أن يلتزم كل مسلم في ختام رمضان بكثرة قراءة القرآن والاستغفار والذكر والصلاة والتوبة، خاصة الصلاة في وقت السحر والدعاء والصبر في العشر الاواخر، وأن يأخذ الصائم رمضان نموذجاً لبقية شهور العام. اما دكتور احمد محمود كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر فيؤكد أن النصيحة التي امرنا الله سبحانه وتعالي بابدائها من خلال قول رسول الله صلي الله عليه وسلم " من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "وقوله صلي الله عليه وسلم " من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه «فالعشرة أيام الاخيرة هي خلاصة شهر رمضان وهو من جملة ماقسم الله تعالي به في كتابه والفجر وليالٍ العشر»، فالعشرة الاخيرة يغتنم بالطاعات ولا يهدم بالكسل او المشتريات ولا اضاعة هذا الوقت النفيس فيما لا يفيد، فيجب علي المسلم بذل المجهود لنيل المقصود بالتنافس للطاعات والقربات. وحذر من انصراف الناس عن المساجد وعن الطاعات والانكباب علي المشتريات واضاعة هذه الاوقات النفيسة