نشكر اللَّه الذى أعطانا أن نأتى إلى هذا اليوم الذى نحتفل فيه بمرور مئة عام (1918 2018م) على تأسيس وانتشار مدارس الأحد فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. هذا النظام التعليمى الأساسى فى الكنيسة والذى مر بمراحل عديدة قبل أن يأخذ الشكل النظامى، وتوضع له المناهج والترانيم والأنشطة، وينمو تحت رعاية الكنيسة ممثلة فى بطاركتها وأساقفتها وكهنتها وشمامستها وكافة الخدام والخادمات فيها. واليوم لا توجد كنيسة قبطية واحدة سواء على أرض مصر أو فى خارج مصر ، حيث بلاد الشرق والمهجر تخلو من وجود فصل أو فصول مدارس الأحد، بل إن فى مناطق كثيرة ليس بها كنائس ولكن بها فصل أو أكثر لمدارس الأحد ،التى تقوم بالتربية الكنسية والتنشئة الإنجيلية والروحية للصغار والفتيان والفتيات فى القرى والمدن والنجوع والمناطق العشوائية والفقيرة والبعيدة وغيرها. إننا نشعر بالفخر إذ أوجد اللَّه لنا خادماً غيوراً ومحباً هو القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس (1876 1951م) الذى على يديه بدأ تشكيل اللبنات الأولى فى هذه الخدمة، ومع آخَرين بدأ العمل ينجح وصار الاهتمام الأول له مع تكوين اللجنة العامة لمدارس الأحد من أول صورة لها عام 1922، وانتشرت الفروع وفروع الفروع وتأهل الخدام والخادمات، مما يدعونا جميعاًً للشكر والامتنان لهذه الرعاية الإلهية الذى شملنا بها، جيل بعد جيل. إننى أعتقد إن جميع الذين يخدمون فى الكنيسة اليوم على كافة المستويات هم الذين تخرَّجوا من مدارس الأحد، فى أى مكان بل وأتجاسر وأقول أن كل الأُسر القبطية والشباب تخرَّجوا من مدارس الأحد التى نالوا فيها التكوين المسيحى والمعرفى الأول والأساسى حيث نتعلم المحبات الخمس: محبة اللَّه. محبة الآخر. محبة الحياة. محبة الوطن. محبة السماء. من خلال الكتاب المقدس والتراث الكنسى والآبائى والحضارى وكافة التقاليد القبطية والمصرية. إنها قصة نجاح بنعمة الله، ونحن نحتفل باليوبيل المئوى نتذكَّر الأجيال التى أسست وشاركت وشجَّعت وخدمت وتعبت ليكون لنا هذا الكنز الثمين فى كنيستنا المصرية. وأُقدِّم شكرا خاصا للجنة التى قامت بالإعداد على مدى أربع سنوات، لاحتفالية اليوبيل المئوى لمدارس الأحد، وأخُصّ نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادى وتوابعها. وبكل الفخر والتقدير ونحن نحتفل باليوبيل المئوى نتذكر جميع الذين خدموا ويخدمون بأمانة وإخلاص، بل ويُطوِّرون ويجدِّدون الخدمة بحسب مقتضيات العصر .. وليحفظكم الله - واهب النعم صغاراً وكباراً.. له كل المجد، آمين.