«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأنبا مارتيروس رئيس المصنفات الفنية بالكنيسة الأرثوذكسية يتحدث في الذكرى 66 لنياحة الأرشيدياكون مستشار المطارنة: "البابا شنودة" تتلمذ على يد حبيب جرجس.. ونقل عنه مقولاته
نشر في البوابة يوم 19 - 08 - 2017


القديس رجل العلم.. حفظ التاريخ وشجع الشباب
كان يوزع اللحوم على الفقراء من المسلمين والمسيحيين بحى الظاهر
ألّف 33 كتابًا ونشر أفكاره الإصلاحية للكنيسة فى مجلة «الكرمة» لمدة 18 عامًا
البابا الراحل تجنب الاعتراف بقدسيته.. والمجمع المقدس اعترف به 2013
اعترف المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بقداسة حبيب جرجس فى جلسته بتاريخ 20 يونيو 2013. فحياة القديس رحلة طويلة فى خدمة الكنيسة، حيث أنشأ مدارس الأحد سنة 1918، لتعويض النقص الذى يعانيه الطلبة الأقباط فى دراسة مادة الدين فى المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية.
ويعْتَبَر القديس حبيب جرجس المؤسس الحقيقى للإكليريكية فى عصرها الحاضر، وأنشأ الإكليريكية فى 29 نوفمبر 1893 والتحق بها، وصار الواعظ الأول ومدرس اللاهوت بالكلية فى الربع الأول من القرن العشرين. وتسلم نظارتها سنة 1918 إلى نياحته سنة 1951... وللتقرب أكثر من شخصية المعلم والقديس حبيب جرجس، كان ل«البوابة» حوار مع الأنبا مارتيروس أسقف شرق السكة، ورئيس لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة الأرثوذكسية.. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية ماذا عن حبيب جرجس.. الإنسان والجانب الروحى؟
- من الناحية الإنسانية، كان محبًا للفقراء، ففى أيام الأعياد كان يحضر كمية كبيرة من اللحوم بنفسه فى منزله، بالاشتراك مع الأسرة ويقومون بتقسيمها وتغليفها وتوزيعها على الفقراء مسيحيين ومسلمين، وكان يعيش فى شارع القبيصى فى منطقة الظاهر، وكان حريصًا على توزيع الأطعمة على الفقراء، وخاصة فى أسبوع الآلام، وكان يوزعها على جميع أهل الحى من الفقراء.
وأنشأ مدرسة الألحان، وكان يعانى كثيرًا من المخصصات المالية، ويهتم بمشاكل الرهبان والراهبات والعلمانيين وحل المشاكل الزوجية بصفته كان مسئولًا عن الأحوال الشخصية، داخل المجلس الملي، وكان يمتلك خبرة كافية فى حل كثير من المشاكل.
وإذا أراد معاقبة أحد فيكون بالتعليم، وهو صاحب مقولة «امحُ الذنب بالتعليم»، ونقلها عنه تلميذه نظير جيد، الذى أصبح المتنيح البابا شنودة الثالث، الذى كان ينقل عنه عبارات نافعة، فكان لا ينتقم من أحد كان غفورا ورحيما. وعن الجانب الروحي، لحبيب جرجس، فكان يحب حضور القداسات بالقلب والروح، حتى إنه كان يصطحب أبناء الخدام وكان يحاول شرح القداس لهم. وكان يملك من المهارات الكثيرة، فى معاملة الطفل ومعاملة المخدومين فى مجال مدارس الأحد فى التربية الكنسية، حتى إنه ألف عدة كتب فى الوسائل التعليمية للإصلاح الكنسي، وكيفية إصلاح الأمور التعليمية فى الكنيسة، أيضًا ألف كتبًا عن مدارس الأحد، وكان يشجع كل أنشطتها مثل النوادى الكنسية والعمل الأهلى والمدني، واهتم أيضًا بموضوعات التنمية البشرية داخل دروس مدارس الأحد وبين الخدام والخادمات، بالإضافة لإصدار مجلة يطرح فيها كل أفكاره الروحية والإصلاحية للكنيسة، والتى سميت بمجلة «الكرمة»، واستمرت 18 عامًا، وكانت تصدر شهريًا، وكان مشرفًا على مجلة مدارس الأحد وحتى قبل وفاته بسنة.
■ هل تأخر اعتراف المجمع المقدس بقدسية الأرشيدياكون؟ وما المعايير التى يستند لها المجمع للاعتراف بالقدسية من عدمه؟
- بالفعل تأخر.. لأنه كان قد مر على نياحة القديس 62 عامًا، وللاعتراف بقداسة الشخص لا بد من مرور 40 عاما على وفاته، ثم التحقق بعد ذلك فى خلال 10 أعوام، فيمر 50 عامًا للتحقق من قدسية الشخص. ولكن الذى أخر الاعتراف بقدسية الأرشيدياكون حبيب جرجس، هو البابا شنودة الثالث الذى كان أحد تلاميذه، إذا تم تقديسه خلال فترة رئاسته للكنيسة، كان سيشيع أنه تم تقديسه بسبب أنه تلميذ البطريرك، وكان أمرا غير موضوعي، وتجنب البابا شنودة لكى لا يفهم الأمر خطأ.
■ وهل يحق للأساقفة والكهنة والشعب طلب الاعتراف بقداسة شخص؟
- لا بد من مرور 40 عامًا على الشخص، وبعد ذلك يبحث الاعتراف داخل المجمع المقدس بعد عمل دراسة وبحث بين الناس، فإذا كان ذكره هذا الشخص حتى لو بعد 40 عامًا وكأنه يعيش بين الناس.. فهذا هو القديس.
■ وهل يجوز إطلاق اسم البابوات الذين لا يُعترف بهم قديسين على الكنائس؟
- لا يجوز من الناحية القانونية، معاملته كقديس فقط بعد 40 عامًا، بحسب قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
■ ماذا عن الجانب الأسرى للقديس حبيب جرجس؟
- كانت أسرة مثالية، والأرشيدياكون فقد الأب فى سن 6 سنوات، وبدأت الأم فى تحمل مسئولية الأسرة كاملة، فمن ناحية الاهتمام بالتعليم، أدخلت أبناءها المدرسة البطريركية فى كلوت بك بالكاتدرائية المرقسية القديمة، وأكملت تعليمهم الابتدائي، وحرصت على أن تُدخل حبيب جرجس للمدرسة الإكليريكية، وكان التلميذ حبيب جرجس ضمن ال12 طالبًا الأوائل على المدرسة، بالإضافة إلى الهدوء الكامل بين أفراد الأسرة والمعاملات الروحانية التى كانت داخل الأسرة، وكما يذكر أن كل الأبناء متبتلون (حبيب، كامل، غالي، ومرثا) لم يتزوجوا، وأصبح منزلهم يشبه الدير، وكانوا يعيشون حياة روحية عظيمة وأحب كل الناس أسرة جرجس أفندي.
■ ما أهم الكتب التى ألفها القديس حبيب جرجس؟
- ألّف كتب «الدين المسيحى للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية» فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات، وكتاب «الوسائل التعليمية للإصلاح الكنسي»، وكتاب «سر التقوى» عام 1900، وكتاب «أسرار الكنيسة السبعة»، وكتاب «الشهيدين برلام ويواصف» وأصدر «مجلة الكرمة» الشهرية لمدة 18 عاما، وكتاب «الكنز الأنفس فى التاريخ الأقدس» أربعة أجزاء عام 1920، وألف حوالى 32 كتابا سنة 1945 بمناسبة مرور 50 عاما على الكلية الإكليريكية على إنشائها وكان «الإكليريكية فى 50 عاما» شمل جميع الوثائق الإكليريكية.
■ هل توجد كُتب لم تُنشر لحبيب جرجس؟
- فى الحقيقة لا أعلم، لأنه مرض لمدة عام قبل النياحة، ولا أحد يعلم هل توجد كتب تحت الطبع أم لا.
■ ماذا عن الكنائس التى بناها القديس حبيب جرجس؟
- نتيجة الخط الهمايونى فى السنين الماضية، فكر حبيب جرجس أن ينشئ جمعيات أهلية، ومن نشاطات هذه الجمعيات التعليم الديني، وكان ينشئ جمعية بداخلها كنيسة صغيرة، فأصبحت كنيسة كبيرة بعد ذلك، وعلى سبيل المثال كنائس شبرا مصر وكنيسة مارجرجس بمنشية التحرير وكنيسة شبين القناطر وكنيسة مارجرجس بالقناطر الخيرية وكنيسة مارمرقس كليوباترا بمصر الجديدة وكنيسة مارجرجس بألماظة وكنيسة مارجرجس بعين شمس وكنيسة الأقواز بالصف وكنيسة السيدة العذراء بمهمشة.
■ هل واجه القديس حبيب جرجس صعوبات فى إنشاء الإكليريكية؟
- جميع المصاعب التى واجهته كانت مصاعب مادية، فى تجديد مبانٍ وأجور العاملين والمشرفين. وكان المجلس الملى على خلاف معه من خلال هذه المصاعب المادية، لأن المجلس الملى هو المسئول عن المادية، رغم أن الأرشيدياكون كان حريصًا على جمع التبرعات، وبعد ذلك يرسلها للمجلس الملي، وكان المفترض أن البطريركية تتولى الإنفاق على مدارس الأحد والإكليريكية، والصعوبات مع الدولة بسبب توصيل الكهرباء إلى منطقة مهمشة والشرابية، وبعد صعوبات كثيرة نجح فى توصيلها لحى الشرابية بأكمله.
■ كيف امتدت خدمة مدارس الأحد إلى إثيوبيا والسودان؟
- عن طريق زيارته إلى إثيوبيا، وفكر مدارس الأحد انتشر مع تلاميذه، وعلى رأسهم أبونا يوحنا سلامة، عندما زار السودان أسس مدارس الأحد والإكليريكية، أيضًا زار البابا كيرلس الخامس إثيوبيا والسودان 1905، 1912 وكان الأرشيدياكون بصحبته، وقابل آباء الكهنة فى الحبشة والسودان، وكان يصحب معه صور وهدايا مدارس الأحد ومناهجها، وكان يجتمع بالمسئولين هناك لنشر الفكر، وذهب للحبشة فى حضور البابا يوآنس ال19، وزار الملكة زيودورت والدة هيلاسلاسى، وفرحت جدًا بزيارته وتعليم أطفال الحبشة فى مدارس الأحد وإنشاء الإكليريكية، ودعوة شباب من الحبشة للدراسة فى الإكليريكية فى مصر، واستضافهم فى كنيسة مهمشة، بشرق السكة، وأقاموا بها إقامة كاملة من الأحباش والسودان وجنوب السودان.
■ ما صلة البابا شنودة الثالت بالأرشيدياكون؟
- فى الحقيقة كان الأستاذ نظير جيد، قد انضم لخدمة مدارس الأحد مع الأرشيدياكون حبيب جرجس فى بداية الأربعينيات، وقال لى البابا شنودة «إنه كان بيخدم مع حبيب جرجس فى مهمشة سنة 1938، وكان عمره حوالى 18 عاما»، كان نظير جيد نابغًا، فعينه حبيب جرجس معلمًا فى الإكليريكية، حتى تخرج نظير جيد من القسم المسائى سنة 1947 من ضمن 5 من النبلاء (سليمان نسيم ومحفوظ أندراوس ووهيب عطاالله حاليا الأنبا غريغوريوس وسامى زعزوع الذى تنيح فى المنصة).
كان نظير جيد قريبًا من الأرشيدياكون، ودائما يذهب إلى منزل الأرشيدياكون فى الظاهر، ومعه مفكرة ليسجل العبارات المهمة التى يقولها القديس حبيب جرجس، لذلك كان معظم تعليم البابا شنودة الثالث مأخوذًا عن القديس حبيب جرجس على الأخص فى مناهضته فى الفكر غير الأرثوذكسي، وتعليم مدارس الأحد والاهتمام بالإكليريكية حتى أن البابا شنودة كل يوم الثلاثاء أثناء حبريته كان يتقابل مع الإكليريكيين ويُلقى محاضرة عليهم. وهنا نقول إن البابا شنودة الثالث شرب من تعاليم الأرشيدياكون حبيب جرجس، وكان البابا شنودة عضوًا أساسيًا فى مدارس الأحد مع الأرشيدياكون حبيب جرجس. ومن أهم خدام مدارس أحد، وهو كان عظيما فى تعليمه لاهوتيا وعقائديا، كما أن نظير جيد كان شاعرا وحبيب جرجس، كان أيضا شاعرا، حتى أن كلًا منهما كان يعرض على الآخر الشعر الذى ألفه. وكانت علاقة تلمذة حقيقية وعلاقة تقدير واحترام وعلاقة ثقافة وتعليم وإصلاح للكنيسة.
■ هل واجهت صعوبات فى نقل جسد القديس حبيب جرجس إلى كنيسة مهمشة شرق السكة؟
- لا، لا توجد صعوبات، لأننا حرصنا على الحصول على تصريح من الحكومة لأخذ الجسد إلى كنيسة السيدة العذراء بمهمشة، بالإضافة إلى أن نقل الجسد كان فى وقت الانفلات الأمنى بعد 3 يوليو وصولًا إلى فض اعتصام رابعة 14 أغسطس 2013، فاستشعرت بالخطر واتصلت بالبابا تواضروس لكى ننقل الجسد، لأن الأنباء تم تداولها بأنه سيتم فض اعتصام رابعة، وبالفعل أمر البابا بنقل الجسد، وأوفد معى الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا ولفيف من الكهنة واستحضرنا الجسد فى 4/ 8 /2013 من مدافن الجبل الأحمر الخاص بأسرته ونقله داخل الكنيسة.
■ هل طلب البابا تواضروس الثانى نقله إلى الكاتدرائية؟
- فى الحقيقة أنا ناشدته وناشدت المجمع المقدس ضرورة أن يكون جسد الأرشيدياكون فى المكان الذى أسسه، وكان يعتبر مركز التنوير فى أواخر القرن ال19 وأوائل القرن ال20 فى الكنيسة القبطية، كلها فى منطقة مهمشة بشرق السكة، فهى التى أنارت على الكرازة المرقسية فى بداية القرن ال20 من خلال الأرشيدياكون حبيب جرجس من الإكليريكية ومدارس الأحد.
■ من أين جاءت فكرة التطيب؟ وهل هى مكلفة؟
- فكرة التطيب جاءت منذ وقت دفن السيد المسيح له كل المجد، فيوسف الرامى ونيقوديموس أحضرا 100 من الأطياب حوالى 100 كيلو ليضعوها على جسد السيد المسيح والمريمات فى فجر الأحد، اشتروا أطيابا تكريمًا لجسد السيد المسيح، وبعد ذلك أخذ التلاميذ هذه الأطياب، وظلت المادة هى نفسها المصنوع منها زيت الميرون بعد إضافة زيوت أخرى لآباء الكنيسة، لتطييب أجساد القديسين وعلى الأخص الشهداء، وحتى هذه اللحظة، وذلك موجود فى تقليد الكنيسة ويذكرنا بقوة عظام أليشع الذى أقام ميتًا وأيضًا أجساد القديسين التي قال عنها أيوب البار إن عظام القديسين بتزهر (تخرج زهور)، وهذا من كرامة القديسين فى العهد القديم. وأيضا استمرت فى العهد الجديد بالإضافة إلى عمل احتفالات وسهرات ليلية لهؤلاء القديسين، وهذا كان منتشرا أكثر مع بداية الشهداء فى القرون من الأول للرابع الميلادي. وشراء الأطياب ليس مُكلفا كثيرا، لكننا نشترى الأطياب والعطور والزيوت ووضعها على أجساد القديسين.
■ ماذا تعنى زفة القديسين؟
- يتم حمل الجسد المقدس، الذى خدم الكنيسة وعاش فى قداسة السيرة، ويُحمل على الأكتاف لتدور به حول المذبح رمزًا إلى أنه أصبح فى قدس الأقداس (الأبدية) ثم ننزل به وسط الشعب وندور به ثلاث مرات فى الكنيسة، لكى نقول للشعب (انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم).
■ ما رأى نيافتك لمن يقولون لا مجال للشفاعة بالقديسين؟
- الشفاعة موجودة فى العهد القديم والعهد الجديد. فى العهد القديم عدو الخير كان يعاير أيوب البار، لأنه أصيب بالمرض فى صحته وفى أبنائه، وممتلكاته وصبر عليه أيوب. فكان الشيطان يقول لأيوب انظر فهل لك من مجيد وإلى أى من القديسين تتخذ (فى العهد القديم مثال نوح)، بالإضافة أن عظام أليشع إقامة ميت، كانت هناك مجموعة تدفن ميت فرأت أعداء يهاجمونها فرمت الجثة، فقام الميت لأنه لمس عظام أليشع. أما فى العهد الجديد المسيح سمع لشفاعة السيدة العذراء مريم فى معجزة عرس قانا الجليل، والعذراء مريم قالت للخدم: كل ما يقوله لكم افعلوا كما يقول الكتاب المقدس «لنا سحابة من الشهود هذه مقدارها» وآية أخرى «انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم»، والشفاعة بعد عصر التلاميذ بالمعجزات الذى يصنعها القديسون حتى المعجزات تخرج من أيقونتهم.
■ كتاب «نور أشرق فى الظلمة».. لماذا تمت تسميته بهذا الاسم؟
- عندما فكرت فى الاعتراف بقدسية الأرشيدياكون، طلبت من المتنيح البابا شنودة الثالث، لكنه عفا عن هذا الأمر لأنه كان من تلاميذه، فطلبت بعد نياحة البابا شنودة، من الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك، وأخبرنى أنه أخذ قرارا من المجمع المقدس من خلال البابا الجديد، وبالفعل عندما جاء البابا تواضروس قدمت له مذكرة وقدمتها أيضا فى لجنة الإيمان والتعليم والتشريع، وقدمتها إلى سكرتير المجمع المقدس نيافة الأنبا رافائيل.
واتفق المجمع المقدس على الاعتراف بقداسته، وبسرعة صممت على أن أصدر كتابا للشعب المسيحي، بعنوان «نور أشرق فى الظلمة» للقديس العظيم الأرشيدياكون حبيب جرجس، وتم توزيعه فى المكتبات المسيحية، وعلى موقع كنوز، وأصدرت أيضا كتاب اسمه «الأرشيدياكون حبيب جرجس» ولكنه أعم وأشمل من الكتاب الأول، واستعنت فيه بطاسونى نادية نجلة نجيب فليفل، وهو خادم الأرشيدياكون، وهى أيضا متبتلة. وأخذت منها المعلومات لأنها عاشت مع الأرشيدياكون حتى الثانوية العامة، بعد احتضانه أسرة الخادم الخاص به نجيب فليفل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.