تعظيم الاستفادة من البحث العلمى المصرى فى مجالات التنمية المستدامة والارتقاء بالبيئة أصبح على قمة الضروريات المستقبلية لمصر، وتحديدا فى مجال الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح كأهم تلك العوامل، كان هذا جزءاً مما باحت بها فعاليات الدورة التدريبية به للهيئة الوطنية المصرية لليونسكو التى كان مقر الأكاديمية البحرية بالإسكندرية مسرحاً لأحداثها الأسبوع الماضى تحت شعار «تعزيز دور العلم والتكنولوجيا والمعلومات فى حماية البيئة ودعم استغلال الطاقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة» برعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى ورئيس اللجنة ورئاسة الدكتور حسين الماحى الأمين العام للجنة الوطنية. وعن تفاصيل الدورة تقول زينب الوكيل الأمين العام المساعد للجنة الوطنية المصرية لليونسكو إنه إلى جانب ما قدمه والخبراء من تطبيقات حية للطاقة المتجددة تم من خلال الدورة أيضاً تدريب وثقل مهارات 40 شاباً وفتاة من المهتمين بمجال الطاقة المتجددة بجامعات القاهرةوالاسكندرية وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ووزارة البيئة والوحدات المحلية بمحافظة البحر الأحمر، وتناول الجانب العلمى والعملى والتعرف على البحوث والدراسات البحثية فى مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى توليد الطاقة من مصادرها المتجددة،وكان مهماً أن يشاهد الشباب المشارك التطبيقات العملية للبحوث على أرض الواقع ومنها ما تم مشاهدته بمقر أكاديمية البحث العلمى ببرج العرب والتعرف على شبكة المركزات للطاقة الشمسية، وكيفية استخدامها فى توليد الطاقة الكهربائية، وتحلية المياه الجوفية، أيضاً التجربة المماثلة لهيئة المجتمعات العمرانية ببرج العرب باستغلال أسطح المبانى فى الحصول على الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية. وعرض الدكتور مختار يوسف نائب رئيس جامعة الاسكندرية الكثير من نماذج الطاقة المتجددة الناجحة التى نفذتها الجامعة فقال أنشأت الجامعة مركز تميز الطاقة المتجددة والذى أصبح مركزاً للتدريب والتعليم ونموذجاً لاستخدامات الطاقة المتجددة فى العديد من المجالات التنموية خاصة تحلية مياه البحار وتشغيل طلمبات الرى، ولهذا المركز فرعان فى وادى النطرون ويشتمل على ثلاثة نماذج ناجحة لاستخدامات الطاقة فى الصحارى المصرية ( فى الزراعة وضخ المياه للرى وتحلية المياه) والآخر بكلية الزراعة ومزرعة أبيس، وفى إطار تطوير المناهج والبرامج بالدراسات العليا لتتوافق مع استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة للطاقة أنشأت الجامعة من خلال مشروعين مع الاتحاد الأوروبى درجتى ماجستير فى مجالات الطاقة والبيئة فى مجال تقنيات ومواد الطاقة المتجددة مثل استخدام الألواح الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحيوية وطاقة الأمواج، وفى إطار المشروع تم إنشاء محطة توليد الطاقة الشمسية (1٫2كيلووات) لإحدى قاعات التدريس بالجامعة، كما اسهم المشروع فى إعداد كوادر متخصصة فى مجال الطاقة المتجددة لدعم خطة الدولة فى التوسع فى إنشاء محطات ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة، وأضاف أنه فى مجال تطبيقات الطاقة الشمسية حصلت كلية العلوم على مشروع آخر التطوير وتنفيذ التكنولوجيا المبتكرة للطاقة الشمسية اللامركزية للمبانى فى حوض البحر المتوسط اومن خلاله تم تركيب أنظمة طاقة شمسية حديثة تسمى «البناء المتكامل باستخدام الخلايا الشمسية» ويمكن الاستفادة من هذه الأنظمة كنموذج واقعى للمجتمع السكندرى ويمكن تنفيذه وتطبيقه فى جميع المنازل والمنشآت بالمدينة، والمشروع يعد الخطوة الأولى للاستفادة من الطاقة الشمسية، وقد تم بالفعل تركيب ثلاثة أنظمة توليد طاقة شمسية على ثلاثة مبانٍ بكلية العلوم بقدرة إجمالية 29٫5 كيلو وات، ومن هنا بدأت الجامعة خطوات تقليص الفجوة بين البحث العلمى وتطبيقه من خلال حزمة من الاتفاقيات مع الوكالات المتخصصة فى مجال العلوم، والأمل معقود على ضم كل الكيانات العلمية ورجال الأعمال للتكامل وتوجيه البحث العلمى لتلبية احتياجات الصناعة والاستثمار وجميع مجالات التنمية المصرية خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة والبيئة والتغيرات المناخية. وتناول الدكتور جمال علوش الأكاديمية البحرية : الأكاديمية تتبع جامعة الدول العربية ودورها إقليمى ودولى من خلال عدة تحالفات فازت من خلالها بعدد 16 مشروعا، ولقد حرصنا من خلال هذه الدورة على تنظيم زيارة ميدانية لمواقع بحثية مهمة خاصة بالأكاديمية البحرية بالاسكندرية للتعرف على الطبيعة على المشروعات البيئية التى تقوم على طرق استزراع حديثة صديقة للبيئة تعمل بمصادر متجددة للطاقة، إضافة لمشروع الاستزراع المائى والاطلاع على معمل أبحاث البيو ديزل الذى حقق نجاحات مبهرة مشجعة للغاية للخروج بها على مستوى التصنيع والإنتاج الأكبر. وتحدثت منال فوزى أستاذ علوم البيئة بعلوم الاسكندرية عن أهمية مشروع اللجنة الوطنية الهادف لربط تكنولوجيا المعلومات بالبيئة والطاقة المتجددة والذى توصل لدراسة فى غاية الأهمية أعدها الخبراء المتخصصون، أيضاً الدورات التى تم تنظيمها للشباب وطلاب الجامعات لتشجيع اختراعاتهم وابتكاراتهم الهادفة لخدمة البيئة والطاقة المتجددة. وتحدث الدكتور علاء رمضان عميد كلية علوم جامعة الإسكندرية عن الكثير من مشروعات الجامعة فى مجال الطاقة المتجددة كتوليد الطاقة من النباتات والطحالب، كما تحدث عن دور الجامعة فى استغلال طاقة الشباب وتلاميذ المدارس بداية من المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية ونهاية بالجامعة ونشر ثقافة التنمية المستدامة بينهم وتبنى فكر المدارس الخضراء.