غريبة أمور هذه الحياة, تغلب المظاهر فيها علي معادن الناس, فهذا رجل يذهب الي المسجد كل صلاة من الفجر وحتي غسق الليل ثم تجده يحلف بالباطل. ويقسم بأغلظ الإيمان أنه صادق وغيره كاذب, لا سيما وان كان يعمل بالتجارة أو أي مشروع يتعامل فيه مع الجماهير. وهذا آخر لا يصوم نهار رمضان ويقضي اليوم كله نائما لا يقرأ القران ولا يلتزم بآداب الصيام وحين تتحدث معه تنطلق من فمه الشتائم والسباب مما يقتضي منك أن تتمتم اللهم إني صائم.. اللهم إني صائم! وثالث صنف, سيدة أو فتاة محجبة, تتكلم بالحكمة والقرآن والسنة, توهمك أنها دائما مثالية ونموذجية, ومع الوقت يتبين لك أنها عكس ذلك, كاذبة خاطئة.. تسيء للدين أكثر مما تخدمه, تجعلك في حيرة من أمرك هل هذه صورة صادقة لمن تحافظ علي المظهر, وتؤدي الفرائض ولكن لا تعمل بها, أم أنها نموذج يتحايل علي الإسلام بما ليس فيه, ويوهم الناس بعض الناس أنه صادق.. والله تعالي أدري وأعلم أنه غير ذلك. نماذج كثيرة وخطيرة تتمسح بالإسلام, تسيء اليه أكثر مما تسيء الي نفسها, لا بل تسيء الي نفسهاوالي نفسها فقط. والان ونحن في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران, هل تري هذه النماذج في نفسها الشجاعة في تغيير سلوكها والتقرب الي الله تعالي والبعد عن المظاهر والتمثيل, والاستفادة من شهر القران لتكون بداية جديدة لمن أراد الله له منهم أن يعود الي المسار الذي حدده سبحانه ومنهج رسوله الكريم.. ياليتنا جميعا نغتنم الفرصة في رمضان, ونستمر لما بعده, وليعلم الجميع أن العمر قصير ولو طال, وسيعلم الذين ظلموا وقتها أي منقلب ينقلبون.