«أسست نهاد صليحة شكلا جديدا فى العلاقة بين الناقد والمبدع، لتتحول لحالة صداقة وتكامل لصالح اللعبة المسرحية، كما كان لها دور فى تأسيس المسرح المستقل ومهرجان المسرح التجريبى».. هكذا لخص الفنان بهيج إسماعيل مشوار حياة الناقدة المسرحية «أو سيدة المسرح كما أطلق عليها المسرحيون» خلال ندوة أقيمت بمخيم الإبداع، شارك فيها لفيف من المسرحيين وأساتذة النقد وطلبة أكاديمية الفنون. فى البداية، قدمت الناقدة مايسة ذكى قراءات من كتب د. نهاد لخصت خلالها رؤيتها للمسرح باعتباره حياة موازية للحياة اليومية السقيمة وإعادة صياغة وترتيب للحياة، وتحدثت الناقدة د. سامية حبيب عن نهاد صليحة الأستاذة وأثرها فى حياة طلابها واهتمامها بهم على المستوى الإنسانى، حيث كرست مفهوم الأستاذ الذى لا يبخل بالعلم ويتعامل مع الطالب باعتباره شريكا بحرية التفكير والتأمل والنقد. وقال المخرج المسرحى عمرو قابيل: إن تجربة د. نهاد فى النقد كانت تجربة راقية لا تسيل منها دماء المبدعين، وأن لباقتها ودماثة خلقها وحيدتها لم تمنعها من النقد البناء الذى يؤدى لحالة من التجويد فى الأعمال التالية، وأشار د. سمير الخطيب إلى أن نهاد صليحة أسست فكريا لحالة مسرحية فى زمن تم فيه تهميش المسرح، وأنها تعد من أهم النقاد المسرحيين فى مصر، فلم يكن نقدها نقدا انطباعيا بل وظفت فيه الجانب الأكاديمى وقدمته بأسلوب سلس، وأشارت الكاتبة الصحفية سناء صليحة إلى قدرة الناقدة الكبيرة على الخروج من منطقة نقل النظريات الغربية الجامدة لاستيعابها وتطبيقها فى سياقات لا تغفل البعد المصرى والعربى لتقدم حالة نقدية حية تتفاعل مع الواقع، وتستمد قوتها وثراءها من فهم متعمق للحضارة الغربية بمكوناتها، والثقافة العربية وقدرتها اللغوية قراءة وكتابة باللغتين العربية والانجليزية. ووصف طارق الدويرى د.نهاد بأنها أم الحكاوى وأن لكل من الحضور حكاية معها كانت أشبه بقبلة حياة تمنحه القدرة على المضى فى مشواره الفنى أو الحياتى، وأنها كانت نقطة فارقة فى حياة كل من عرفها، بينما وصفتها الكاتبة رشا عبدالمنعم بأنها حالة استثنائية بروحها الحرة ووعيها ويقظة عقلها وانحيازها للجمال والحياة.