احتفي عدد من تلاميذ الناقدة الراحلة د.نهاد صليحة بها في الندوة التي عقدت امس ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بمخيم مكاوي سعيد في اطار برنامج مسيرة كاتب وتجربة بالتعاون مع الجمعية الدولية لنقاد المسرح بمصر. وأهدت ادارة الهيئة المصرية العامة للكتاب المنظمة للمعرض ميداليتها لأسرة الراحلة ممثلة في شقيقتها الكاتبة الصحفية د.سناء صليحة, وأدارت الندوة تلميذتها وصديقتها الناقدة د.مايسة زكي, وشارك فيها عدد من تلاميذها والمبدعين الذي تأثروا بها ومنهم د.سامية حبيب والمخرج طارق الدويري والكاتبة رشا عبد المنعم والمخرج عمرو قابيل والممثلة فاطمة جعفر والكاتب بهيج اسماعيل ود.محمد سمير الخطيب. وقرأت د.مايسة خلال الندوة مقتطفات من بعض كتب الراحلة التي أسهمت بها في تطور الحركة النقدية في مصر وتوسيع دائرة الفكر والتعامل مع المسرح ومنها المسرح بين الفن والحياة والمسرح بين الفن والفكر وعن التجريب سألوني. جولة في الملاعب المسرحية التجريبية وغيرها. وقالت د.مايسة انها كانت نموذج للقامات الكبيرة التي تجمع بين ما قد يبدو متناقضات لكنه في الحقيقة قدرات متعددة, وكانت تقول عن نفسها انها اشتراكية في كل شيء لكنها أرستقراطية في الفن, شاركت بالعمل في كل الكيانات والمؤسسات التابعة للدولة ومنها أكاديمية الفنون لكنها ظلت في الوقت نفسه علي صف اليسار في المسرح ومن المؤسسين والداعمين بقوة لحركة المسرح المستقل فهي آمنت بحرية الفن. وأشارت د.سامية حبيب الي انها كانت دائما القدوة والمثل وأحبت المسرح لأقصي مدي وتراه علي حقيقته وتعتبره رحلة يجب ان نصطحب فيها رفقاء, وهو الحياة الجميلة الموازية التي كانت تستمتع بها وتريد للآخرين الاستمتاع بها. وأضافت أنها كانت تشجع التجارب وتري أن المسرح فن تراكمي فحتي لو كان العمل المقدم سيئا لابد من إتاحة الفرصة لصانعه لتكرار التجربة حتي يتعلم ويتطور للأفضل علي الناقد أن يساعده في ذلك, مشيرا إلي أنها لم تكن من الأساتذة الانانين الذين يخفون المعلومات والمصدر عن الطالب بل علي العكس آمنت بقدرات الطلبة وكانت تسعي باستمرار لتنميتها. وقال عنها الكاتب بهيج اسماعيل جملة موجزة لخص فيها وصفه لها قائلا انها موجة جمالية وعبيرها مازال مستمرا بيننا وأكد المخرج عمرو قابيل أن نهاد صليحة غيرت شكل العلاقة بين المبدع والناقد وأصبح النقاد أصدقاء المسرحين والمخرجين بعد أن كانت النظرة السائدة في الثقافة المصرية أن الناقد ينشر الرعب لأنه يحضر العرض لتشريحه والبحث عن سلبياته, مشيرا إلي ان اليوم الذي كانت تحضر فيه نهاد صليحة عرضا مسرحيا في الثقافة الجماهيرية أهم من اليوم الذي تحضر فيه لجنة تحكيم لتقييمه ووضع درجات فقد رفعت الحاجز بين الناقد والمبدع وكان رأيها وتعليقات تمثل أهمية كبيرة للمبدعين. وأشار إلي أن انحيازها للمستقلين جعلهم لسنوات طويلة يستندون عليها ويشعرون أنها الظهر الذي يحميهم, وأذابت الفروق وحكمت الجزر المنعزلة في المسرح المصري.