تشريعية النواب توافق نهائيا على تعديل قانوني مجلس النواب، وتقسيم الدوائر الانتخابية    تكريم رئيس مصرف أبوظبي الإسلامي مصر كأحد أبرز القادة المؤثرين عربياً    البورصة المصرية تربح 8.4 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    إيران تحمل واشنطن مسئولية أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية    النيابة الإدارية تحيل مدرسا للمحاكمة التأديبية لاتهامه بالتحرش جنسيا بطالبة ابتدائي في الشرقية    محافظ الغربية يستقبل وكيل وزارة الزراعة الجديد    كامل الوزير: نستهدف وصول صادرات مصر الصناعية إلى 118 مليار دولار خلال 2030    "رجال الأعمال" شركات صينية تعتزم إنشاء والتوسع في استثماراتها بمصر    مدير تعليم القليوبية يتابع امتحانات صفوف النقل    مصادر دبلوماسية في برلين: أحد قتيلي السفارة الإسرائيلية بواشنطن يحمل الجنسية الألمانية    وزير الداخلية الفرنسي يأمر بتعزيز المراقبة الأمنية في المواقع المرتبطة باليهود بالبلاد    شاهدة عيان : إلياس رودريجيز اعترف على نفسه للشرطة وقال فعلتها من أجل غزة    استدعاء سفير إسرائيل بإسبانيا وإيطاليا بعد إطلاق النار على دبلوماسيين بجنين    جيش الاحتلال يوجّه إنذارا بإخلاء 14 حيًا شمال قطاع غزة    علي جبر يلتقط صورة تذكارية مع الكأس الجديدة لبطولة دوري أبطال إفريقيا    كاف يكشف عن التصميم الجديد لدوري أبطال إفريقيا    عاجل.. غياب عبد الله السعيد عن الزمالك في نهائي كأس مصر يثير الجدل    تراكم الديون والتخفيضات الضريبية المريكية عوامل تساعد في زيادة سعر الذهب (تفاصيل)    نوال الدجوي تتجاهل أزمة ميراث الأحفاد وتظهر بكامل أناقتها داخل عرض الأزياء السنوي للجامعة    مصرع طفلين أطاح بهما جرار زراعى ودراجة بخارية بالشرقية    مشاجرة بين طالبين ووالد أحدهما داخل مدرسة في الوراق    الحكم في سب وقذف إمام عاشور لأحد المشجعين.. 19 يونيو    «القومي للمرأة»: استحداث اختصاص اضافي للجنة البحث العلمي    سون هيونج مين يقود توتنهام لتحقيق لقب الدوري الأوروبي ويصف نفسه ب"أسطورة ليوم واحد"    شوبير يكشف موعد إعلان الأهلي عن صفقة "زيزو".. ومواجهة ودية للفريق    مباشر مباراة الأهلي والمنتدى المغربي في نصف نهائي الكؤوس الأفريقية لكرة اليد    مواعيد مباريات الخميس 22 مايو 2025.. نصف نهائي كأس الكؤوس لليد وصراع الهبوط بالسعودية    «سيدات يد الأهلي» يواجهن الجمعية الرياضية التونسي بكأس الكؤوس الإفريقية لليد|    توجيه رئاسى بشأن البنزين المغشوش: محاسبة المتسببين واتخاذ التدابير اللازمة    «سلوكك مرآتك على الطريق».. حملة توعوية جديدة لمجمع البحوث الإسلامية    وزارة الخارجية تشارك فى تدشين مسارات مستدامة لأول مرة بمطار القاهرة    «مصر القومي»: التعديلات المقترحة على قوانين الانتخابات محطة مفصلية ضمن مسار التطوير السياسي    جامعة بنها الأهلية تنظم اليوم العلمي الأول لكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال    انطلاق أعمال تصحيح الشهادة الإعدادية الأزهرية بمنطقة الأقصر    الموت يفجع المطربة أروى    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    الأزهر للفتوى يوضح أحكام أداء المرأة للحج    المستشفيات الجامعية تنظم الاحتفالية السنوية لنظافة الأيدي    الزراعة : تعزيز الاستقرار الوبائي في المحافظات وتحصين أكثر من 4.5 مليون طائر منذ 2025    محافظ دمياط يتابع تطوير عيادة الطلبة بشطا    طريقة عمل البسبوسة، مرملة وطرية ومذاقها لا يقاوم    الأحد.. وزير الثقافة يدشن تطبيق "ذاكرة المدينة" الخاص بجهاز التنسيق الحضاري    الليلة.. قصور الثقافة تقيم معرض تجربة شخصية بالعريش ضمن مشروع المعارض الطوافة    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    القبض على مالك مصنع غير مرخص لإنتاج الأسمدة والمخصبات الزراعية في المنوفية    الحكومة تستعرض تفاصيل مشروع القطار الكهربائي السريع.. 2000 كم و60 محطة لنقلة حضارية في النقل الأخضر    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    كريم محمود عبدالعزيز: دخلت في إكتئاب.. ووحيد حامد أنقذني باتصال واحد    وزير الصحة يُهنئ رئيس هيئة «الاعتماد والرقابة» لحصوله على جائزة الطبيب العربي ل2025    عاصي الحلاني يختتم مهرجان القبيات الفني في لبنان أغسطس المقبل    طلاب الصف الأول الثانوي يؤدون اليوم امتحان العلوم المتكاملة بالدقهلية    "صحانا عشان الامتحانات".. زلزال يشعر به سكان البحيرة ويُصيبهم بالذعر    هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبي    لماذا زادت الكوارث والزلازل خلال الفترة الحالية؟.. أمين الفتوى يوضح    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    سامر المصري: غياب الدراما التاريخية أثَّر على أفكار الأجيال الجديدة    خالد الجندي: الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة «جائزة» بشروط شرعية    الجمعة 6 يونيو أول أيام العيد فلكيًا.. والإجازة تمتد حتى الاثنين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة الألم لوتس عبدالكريم: السعادة‏..‏ فتافيت يومية‏!‏

شديدة الحساسية والنبل وشديدة الحزن‏.‏ باعثة علي البهجة وهي سيدة الألم‏.‏ صادقت العالم في سفرياتها المتعددة لكل أركان الدنيا‏.‏ وصادفت البشر ملوكا وملكات ووزراء وسفراء وفنانين وكتابا.‏ لفرط عشقها للكتابة والصحافة أصدرت مجلة شموع، ومن خلالها تعاملت مع أهم كتاب وصحفين مصر. شاء لها القدر أن تكون ابنة أخت أمين عثمان وزير مالية الوفد الذي كان الرئيس الراحل أنور السادات أحد المشاركين في اغتياله, وأن تحتضن الملكة فريدة في أخريات أيامها, وأن تكون حافظة لأسرار احسان عبدالقدوس ويوسف السباعي ويوسف وهبي ومصطفي محمود, وأن تتعلم من الإمام الراحل عبدالحليم محمود إنها الدكتورة لوتس عبدالكريم امرأة الحياة العجيبة. سألتها ماذا حققت بعد هذا العمر؟ فقالت زي إنسان مشهور أو حقق نجاحا لابد أن يدفع الثمن.
وهنا ما هو الثمن هل ستقدر علي أن تدفع كل شيء جميل له ثمن إما أن تدفعه أو تتنازل عنه كل سلمة لها أجر من الصحة والأعصاب ومقومات الحياة, أبني توفي منذ عامين وهو في شرخ الشباب علمته جيدا وكان مريضا دائما. ولكني كنت أتحمل معه وأهون عليه.. وبرغم كل الثراء الذي أعيش فيه فقدت ابني فلم يعد للحياة طعم.. أحيانا حياتي ليست معقدة ولكنها صفحات كثيرة من الألم والحزن والفرح والصدمات. عالم واسع عشته وسفر دائم في كل بلد عشت مرتين أو ثلاث. الحياة تتغير والخبرات تزداد والناس غير العادية والثقافة والفن هي أشياء تجمع تناثرها من الأزمنة والأمكنة.
ولما لا تكتبين سيرتك وهي درامية الي حد يصلح لأعمال سينما ودراما. خاصة أنك كتبت عن آخرين من المشاهير مثل يوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس ويوسف وهبي وغيرهم؟
منذ سن العشرين وأنا أكتب يومياتي وأحتفظ بها. عندما أقرأها الآن أجد فيها معلومات ثرية كتابات غنية بالمعرفة والحب. والإحساس كل شيء في داخلي سجلته أحزاني, آلامي, أفراحي ونجاحي وأصدقائي.. من كرهني ومن أحبني. وجدت أني لم أكن محظوظة بالنسبة للعلاقات الحميمة رغم أن هناك أناسا أثروا في حياتي بعمق.
وأنت من الذين أثرت في حياتهم بعمق؟
لا أدري أن كان ذلك حدث أم لا.. يجوز تعلمت أن كل ما تريده ستصل اليه حتما إذا اجتهدت وستحقق ما كنت تطلب ولكن ستكتشف أنك دفعت الثمن. أي إنسان ناجح أو مشهور أو حقق شيئا لابد وأن يكون قد دفع المقابل. وهنا ما هو الثمن. هل ستقدر علي أن تدفعه.. هناك أناس لا تقدر. ولكل انسان قدرة علي الأحتمال فهناك من يدفع راضيا سعيدا وهناك من يدفع مرغما, لأن الثمن أحيانا يكون جزاء كبيرا من حياته ومن سعادته.
ما هي السعادة؟
فتافيت يومية, شعور لحظي.. كل يوم فيه نقطة من السعادة. ربما لا تنتبه لها أو تأخذ بالك منها. ربما فنجان قهوة مضبوط. أحيانا حمام دافيء. أو لقاء مع صديق مشوق ومبهج أو رائحة وردة أحيانا كنت أعجز عن تحقيق شيء. كان يوسف السباعي يقول لي. أعملي زي الثعلب الذي عندما لم يطل العنب قال عنه حصرم.
وعن أي شيء قلت حصرم؟
كثير.. وكثير جدا. رغم الثراء والحياة الناعمة فإن القدر يلعب بعصاه. وكراته الصحة والمال وراحة البال.. إذا أردت اختر اثنين لا تطمع في الثلاث... إذا أردت المال والصحة فما فيش راحة بال.. مافيش نوم وهو ما يحدث لي.. انفعل بداخلي. ساعات عايزة أشق الشباك وأطير. أخرج مما أنا فيه.. حياتي فيها معاناة كثيرة, صخور كثيرة سرت فوقها حافية. كانت تجرحني وتدمي قدمي وبعد أن وصلت لما أريد وجدت جراحا كثيرة وخبرات وتجارب مؤلمة وقاسية مع المال والشهرة. عكس البواب الذي حصد راحة البال والصحة. ولم يحصل علي المال.
كلمات حزينة برغم أني أراك باعثة للبهجة.
أنا مخلوقة حزينة أو مخلوقة مع الحزن تزوجت نفسي برغباتي وأمنياتي وطموحي في عيش الحياة والثقافة والعلم والانفتاح علي العالم عشر سنوات أتنقل فيها مع زوج بداية من لندن إلي الشرق الأدني وهونج كونج التي كنت أقضي فيها عطلات نهاية الأسبوع.
كيف كنت ترينها وما الفرق بينها وبين اليابان؟
كان الناس في هونج كونج بؤساء وأشد فقرا من اليابان.. كنت أري أناسا يولدون ويعيشون في مراكب أو قوارب صغيرة, المخدرات كانت منتشرة جدا. أما في اليابان فقد قمت بتدريس الفلسفة في جامعة طوكيو ودرست فيها البشر عن قرب. فوجدت أن شعبها غريب جدا ومهذب. يخفي وراء هدوئه عمقا لا نهائيا في شخصيته ومنها العدوانية وعدم حب الغرباء.. شعب حاد في علاقاته حتي العلاقات بينهم.. يمارسون العنف علي أنفسهم بشكل واضح.. الوزير عندما يخطيء ينتحر والسيدات فيهم أقوي من الرجال.
لماذا لم تمارسي العمل الصحفي ؟
رأيت أن دربها ملغوم بالمشاكل والقضايا والقتال والمجازفات. ولم أكن أستطيع السير في طريقها الشائك وكنت أعجب لمن برعن في العمل الصحفي من الفتيات واستطعن إكمال المشوار وأشفق عليهن وأتساءل كيف واصلن ووصلن الي المنتهي وماهو حجم الثمن الذي دفعن من راحتهن وأعصابهن هناء أولادهن, في البداية فضلت أن أكمل دراستي في فرنسا بعد أن سافرت مع زوجي الي انجلترا ليعمل فيها كسفير لبلاده وحصلت علي الدكتوراه في معني الوجوديه ولأنني أعشق البحر فدائما ماكنت أذهب اليه أجلس علي شاطئه أكلم ربنا.. كنت في براءة السنين الأولي أسأل.. هل سأتزوج زيجة طيبة هانئة هل سأنجب أولادا. هل سيكونون أصحاء. يجيبني الصدي... وكأن أحدا يقول لي... مش هانقدر نديكي الإجابة دلوقتي. هذا هو المجهول... فأبتعد عنه وأنا سارحة في أعماق تفكيري... عندما كنت أعبر الرصيف سمعت زمور سيارة توقفت أمامي ونزل سائقها أمسكني من يدي... كان زميلي الكويتي الذي أحبني وبعدها تزوجني....
هل أرائك السلبية في ثورة يوليو عائدة الي مقتل خالك أمين عثمان الذي نعت بالخيانة والعمالة للانجليز؟
خالي أمين عثمان لم يكن عميلا كما قيل ولكنه رجل ذو ثقافة انجليزية بحكم تعليمة الذي بدأه في كلية فيكتوريا وانتهي في اكسفورد وتزوج من فتاة إنجليزية.
وساهم في توقيع معاهدة1936 وكانت وجهة نظره أن السياسة تقتضي الحصول علي الجلاء عبر الاتفاقيات وبطريقة الخطوة خطوة. ووقتها كان, لسادات في الحرس الحديدي فدفع حسين توفيق لقتل أمين عثمان تقربا من الملك وردا علي حادثه4 فبراير محاصرة الدبابات الانجليزية4 فبراير1942 لقصر عابدين لاجبار الملك علي تكليف النحاس باشا بتشكيل الوزارة لضمان الشعب خصوصا ونذر الحرب العالمية قد بدأت. ولكي يثبت السادات ولاءه للملك الذي وافق علي إعادته للخدمة في الجيش بعد أن ارتمي علي قدمي الملك وقبلها عند خروجه من مسجد الحسين.
وللاسف شارك الجميع في قتل أمين عثمان ومنهم أحمد حسنين باشا الذي كان يراه خصما عنيدا فعندما نقلوه مصابا الي مستشفي الدكتور مورو ومنعوا السفير البريطاني من زيارته بحجة أن حالته لاتسمح وتركوه ينزف حتي الصباح دون علاج وبعد وفاته حصل الدكتور مورو علي الباشوية.
وكان أمين متعصبا جدا لمصر ولكنه يحب انجلترا أصل عائلته من أقباط الصعيد أسلم جده علي يد أحمد عرابي. وترك ابنة وحيدة هي عائشة كان عمرها14 عاما وقت وفاته وتزوجت من ابن رشوان باشا.
وبرغم صداقتك الحميمة مع إحسان عبدالقدوس أخفي القاتل عنده وكان يفخر بذلك؟
صحيح وكان يعتقد أن حسين توفيق بطل ويقول عنه البطل قاتل الخائن... وهذه انفعالات وحماسة احسان عبدالقدوس عندما يصدق أي شيء حتي ولو غير معقول أو كاذب. كما صدق موضوع الأسلحة الفاسدة التي أثبتت تحقيقات النائب العام محمود عزمي انها ليست صحيحة. ولكن الصراع كان بين بعض ابناء العائلة المالكة بعضهم كان وراء شراء اسلحة وبعضهم سرب هذا الكلام ودفع إحسان لتبنيه فضربوه ببلطه في أثناء خروجه من عمارة الايموبيليا... وحدث له أيضا ذلك عندما كتب مقاله الشهير الجمعية السرية التي تحكم مصر ضد مجلس قيادة الثورة. فعاقبه عبدالناصر.
ولكن عبدالناصر كان يحبه كثيرا فلماذا انقلب ضده؟
عبدالناصر لم يكن يحب غير ذاته حتي اخوته لم تكن له علاقة طيبة بهم خصوصا اخوته غير الاشقاء الستة الذين أنجبهم والده من زوجة أخري من عائلة الصحن كانت جميلة ومثلها ابنتها الصغري عايدة التي لم يحضر جمال عبدالناصر فرحها في منتصف الستينات عندما تزوجت من محمد شاهين, وأخرج أخاه حسين من الجيش بعد مقتل المشير عبدالحكيم عامر لأنه رفض تطليق أمال ابنة المشير حسب رغبة جمال رغم انه هو الذي طلب منه الزواج بها حتي يزيد بهذه الزيجة توثيق علاقته بالمشير وطبقا حسين لم يطلقها وبكي والدهما أمام جمال حتي يدع الأمر
ومن أين عرفت ذلك؟
كانت تربطني علاقة عائليه بوالد جمال واخوته فأخوه حسين كان يدرس مع شقيقي سامي ومن هذه الزماله جاءت العلاقة وكان الرجل عبدالناصر حسين مثقفا وطيبا وكان يحلل ابنه تحليلا دقيقا
ماذا كان يقول ؟
... نقلت لي الدكتوره لوتس ما كان يقوله عبدالناصر حسين عن ولده وطلبت عدم نشره وقالت كان عبدالناصر يحاول أن يحنن قلب جمال علي اخوته خصوصا مصطفي الكبير وكان ذا قلب طيب ولكن جمال عبدالناصر كان ودني جدا ويصدق مايسمعه ويعاقب عليه ولذلك فان والده عبدالناصر حسين كان يخشي منه علي إخوته الذي نادرا ما كان يزورهم. وغالبا ما كان يتذكر ما فعله ابنه جمال بعبد الغفار باشا الذي توسط له لدخول الكلية الحربية وهو ما لم يتذكره جمال فقط ظل معتقدا أن الرجل احتقره وازدراه عندما أجلسه بجوار الشائق في سيارته فأمم ممتلكاته وسجنه.
تعددت علاقاتك بكثير من المشاهير والمبدعين ولكنك لاتحبين بعضهم مثل عبدالحليم حافظ برغم علاقتك به؟ ما السبب؟
عبدالحليم حافظ لم يكن صديقا لي بنفس مستوي يوسف وهبي مثلا, صوته عزب ومؤد جيد ولكن الشهرة التي حصدها اكثر مما يستحق لأن ذكاءه انتهازي ودائما ما كان يرتدي ثوبا أجمل من حقيقته بسبب عقدة اليتم والفقر والنشأة في ملجأ والاصابة بالبلهاريسيا. كل هذا تحول الي عقد نفسية كبيرة فحاول التخلص من الماضي وتقليد عبدالوهاب ويوسف وهبي وكيف عاشا بكوات تزوجا من عائلات ارستقراطية. ويوسف وهبي عادة ماكان يقول: دا واحد اسمه شبانة. يبقي أصله ايه..
ولماذا هذه النظرة العنصرية من يوسف بك؟
لأنه عبدالحليم حاول تلطيخ سمعة سيدة من بنات العائلات المحترمة ونجح. حتي جعلوها حبيته في المسلسل الذي أنتج لسيرته وأسموها جيجي ومثلتها سولاف فواخرجي. وللعلم جيجي كانت أجمل كثيرا ولم ترتبط مع عبدالحليم بأي علاقة حب
فما هي أصل الحكاية اذن؟
كانت أجمل بنت في مصر تزوجت من أحد سفراء مصر في أوروبا. وكانت عائلاتها تطلب عبدالحليم في أول ظهوره ليغني في بيوتهم إحياء للياليهم وسهراتهم وكان وقتها اشتهر بأغنية صافيني مرة وقبل وفاتها في منتصف السبعينيات زرتها أثناء علاجها كانت نصف مشلولة وكان معنا يوسف بك وهبي وجاء عبدالحليم. لزيارتها زيارة عادية وكان يجلس وسطنا لم نلحظ لاحب ولاكره.. وعندما ماتت أشاع هو نفسه انها ماتت بين يديه. وبعدها انتشرت اشاعة قصة الحب. وقال خطبتها في حين انها كانت متزوجة أصلا.
والإمام عبدالحليم محمود؟
تعلمت منه أوحاولت طريق الصوفية. كان يرشدني كيف أنتقي من الكتب ما أقرأه لأصل الي الهدوء النفسي وتعلمت منه الصبر. بدأت أحضر مع رسالة ماجستير في المقامات والأحوال ولكنها لم تكتمل. انتكست لانني لم أستطع الصبر علي حالة الصوم الروحاني. كان صعبا علي وشاقا في حين أن الانسان لابد أن يكون دنيويا أيضا, فنحن بشر نطمع ونلهو ونأكل وإن كانت دراستي للفلسفة ساعدتني علي المحاولة وإن لم تكتمل إلا أن علاقتي به أفادتني في التوازن النفسي والديني وكذلك مصطفي محمود بتفسيره العصري للدين والقرآن تشعر أن الأيات تتخللها أنغاما وموسيقي.. النغم الالهي يصل بك الي المعني الأزلي الجميل فتقف مشدوها أمامه. لاتقدر علي مناقشته. ولاتري فرقا بين مسلم ومسيحي..
كانت لك محاولة الدراسة علي يد الامام الراحل عبدالحليم محمود.. فلماذا لم تتم؟
لميلي الي التصوف فكرت في عمل رسالة ماجستير تحت اشرافه عن المقامات والأحوال وبدأت فيها بالفعل ولم أستطع إكمالها. لأنه قال لي حتي ترتقي وتكتبي في المقامات والأحوال عليك أن تعيشي التجربة, سألته: كيف؟ فقال: أحبسك في غرفة لا تأكلين إلا عسلا وماء لأيام كثيرة. لاتكلمي فيها أحدا.
وإذا احتجت شيئا سجليه علي ورقة ومرريها من تحت الباب. جربت يوما لم أقدر علي إكماله, ولكنه علمني الكثير خصوصا في رحلة الحج التي رافقته فيها أدخلني معه الكعبة. هناك قال لي أري فيك صورة من صور الطهر وهي نفس الجملة التي قالتها لي الملكة فريدة قبل وفاتها.
كيف تعرفت علي الملكة فريدة؟
بدأت علاقتي بها وأنا طفلة عندما كنا ننشد لها وللملك فاروق. ورأيتها في باريس مصادفة وقد ظلت صورتها في خيالي. وتعرفت اليها عن قرب عندما رأيتها في أحد شوارع المعادي فاقتربت منها وسألتها: حضرتك الملك فريدة فردت بعظمة الملوك.. أيوة أنا. أنت مين؟ فعرفتها بنفسي وأهديتها أعدادا من مجلة شموع فدعتني علي فنجان شاي.. سعدت جدا وفي الموعد ذهبت كانت تعيش في شقة صغيرة من غرفتين منحها لها السادات. وكانت تعيش معها والدتها العجوز. وتزينها بصور للملك فاروق التي ظلت تحبه حتي وفاتها, ودائما ماكانت تردد انه ظلم.. حتي طلاقها منه كانت تقول.. كنا أطفالا صغارا أو كالاطفال دفعونا للطلاق. وكان لعلي ماهر باشا وأحمد حسنين يد فيه. لم يكن يريد أن يستأثر أحد بالملك ولا حتي زوجته. ولذلك دفعوه للتوقيع علي الطلاق وظلت عقدة الطلاق تعيش في داخلها وتعتقد كما كانوا يقولون لها أنها كانت شؤما علي مصر فبعد طلاقها قامت الثورة( يوليو1952) و طرد الملك. وكانت تسألني: هل حقيقي أنا شؤم؟
هل عاشت عندك؟
طلبت أن تقيم مرسمها في بدروم الفيلا.. وساعدها عز الدين نجيب لتصبح أول قاعة خاصة للفن التشكيلي في مصر. وكانت تعيش وقتها من عائدات رسم لوحاتها. وكانت تحب الحارة المصرية وكثيرا ما كانت تذهب للمشي في حارات وشوارع شعبية ولم يكن أحد يعرف شخصيتها. وكانت خائفة ان يطردوها من مصر
من هم؟
سوزان مبارك وحاشيتها.. كانت الملكة تعتقد انها قاسية وغليظة وتتملكها الغيرة وكذلك كانت ترفض الحوارات واللقاءات ونشر الصور في التليفزيون أو الصحف وتقول.. دريني منهم.. بيغيروا لو شافوا صوري وأخباري ها يطردوني من البلد لم تكن تثق في أحد. وكانت تأخذ حبوبا منومة.
لأن النوم كان عزيزا عليها. والقلق والخوف من المستقبل التي كانت لاتراه جيدا يطاردها. كانت تبكي أولادها الذين تنكروا لها وفقرها الذي يعجزها عما تريد. وهو ماجعلني أتمسك بمساعدتها رفضت نصائح إحسان عبدالقدوس عندما عزمت أن أطلب اليها أن تعيش معي فرفض قائلا.. ما تسكنيهاش عندك. دول اتعودوا ياخذوا الحاجة كده ببلاش.. فرددت عليه تاخد دا شرف لي. وهو بالفعل ماحدث ارتاحت عندي.. وفرت لها الحياة الكريمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.