أفضل طرق ادخار المال!

يعد ادخار المال هو أحد أهم الهواجس التى تنتاب الانسان فى حياته. ولأن كسب المال عزيز فى هذا الزمن لسيطرة الكيانات الكبيرة فى مجالات التجارة وابتلاعها كل صغير أمامها، مما يضيق الفرص أمام الانسان العادى للمنافسة. وكذلك لازدياد متطلبات الحياة ومغرياتها. لذا أصبح الادخار لأغلب البشر من غير الأغنياء صعب المنال. وقد انطلقت منذ بداية هذا العام عدة حملات عالمية تشجع المواطنين على الادخار وتساعدهم بأساليب ذكية وتقنيات مستحدثة، على توفير أموال من دخولهم مهما كانت ثابتة لا تتعرض للزيادة ومهما تزايدت الأسعار حولهم. أشهر طرق الادخار التى تتحدث عنها الصحف الدولية هى طريقة يابانية تحمل اسم « كا كى بو»، وهى مجرد أجندة مثل أجندات العام الجديد لكنها مليئة بكشوف لتقسيم المصاريف وتوجيهات بالصور ورسائل تحفيزية تشجع على الادخار من خلال عبارات لطيفة قريبة للقلب. الاجندة تلك تدفعك لتكتب أولا مصاريفك الأساسية الثابتة كل شهر مثل الايجار واشتراك الانترنت وغيرها. ثم تقسم باقى المصاريف لأربعة اقسام اولها قسم اسمه: البقاء على قيد الحياة ويشمل الطعام والدواء والانتقالات ومصاريف الأبناء الأساسية. القسم الثانى هو مصاريف ترفيهك مثل التدخين والأكل خارج المنزل إلى آخر قائمة المصاريف الخاصة بمتعتك، القسم الثالث هو مصاريف الثقافة مثل قنوات التليفزيون المشفرة والكتب والأفلام والمسرحيات وغيرها والرابع كل ما هو عارض مثل الهدايا والاصلاحات وشراء مستلزمات واكسسورات للمنزل غير لازمة احيانا. تجعلك الطريقة اليابانية تسأل نفسك أربعة أسئلة كل شهر: كم تمتلك من المال، كم من المال تستطيع وضعه جانبا، كم تنفق فعليا، كيف تطور نفسك فى مجال صرف أموالك؟ الاصل فى طريقة (كا كى بو) هو الانتباه لما تنفق ووضع كل مصاريفك أمام عينيك لكى تستطيع إعادة النظر فى كل بند. وربما سألت نفسك هل أنفق فى ذلك البند ام أستطيع التوفير. عندما تمنى نفسك أنك ستدخر 35 % مما تنفقه، ستتشجع كثيرا وتسعد وربما تبدأ أولى خطوات الادخار. وتلك الكلمة باليابانية تعنى (دفتر الحسابات), فمنطق الكا كى بو قائم على التخلص من العادات السيئة فى الانفاق والتى تنتاب معظم البشر وأساسها شراء أشياء لا يحتاجها الانسان حقا أو يستخدمها مرة واحدة. هناك نظريات سيكولوجية واجتماعية كثيرة فى موضوع الانفاق هذا: منها ما يقول ان الانسان يحتاج أن ينفق بانتظام لكى يشعر أنه موجود، أو لكى يشعر أنه ليس أقل من الاخرين، ومنها نظريات الزمن الاستهلاكى التى تربط بين الاحساس بالسعادة وبين قدرة الإنسان الدائمة على شراء منتجات جديدة. ويقول أحد العلماء اذا كان التدخين احتياجا للنيكوتين عند البعض ولنفث الدخان والتنهد بها عند البعض الأخر، فالإنفاق المنتظم احتياجا عند كل البشر. وهناك من يقول ان المرأة هى الكائن الاكثر استجابة للرغبة فى الشراء وأن إنفاق الأموال يحرك شىء أصيلا وثابت بداخلها. وقد دحض علماء النفس هذه المقولات بضرب الأمثلة عن نساء موفرات وأخريات يفضلن التبرع بالمال للمحتاجين والمرضى والفقراء على انفاقه فى أى شىء زائد أو هامشي. وتحث طريقة كا كى بو من يرغبون فى الادخار على وضع هدف لادخارهم مثل «ادخار بهدف قضاء عطلة صيفية» أو أى شئ أخر. وتدفع تلك الطريقة من يتبعونها لمراجعة كل بند بدقة حتى لو كان مصروفات الطعام، لتسأل نفسك هل كل ما تشتريه يفيدك صحيا؟ فربما استبعدت بنود وأطعمة تؤذيك مثل المشروبات الكحولية والغازية والتسالى. والذكاء فى هذه الطريقة أنها تشجعك على ألا تحرم نفسك لكن تتصرف بوعى، فتستغنى عن العشوائية وتنفق الهام وبعض ما يسعدك وليس كل ما يسعدك. فمن منا يستطيع ان يشترى كل ما يسعده. غير أن أعظم الأشياء كالحب والصداقة لا يستطيع أى مال أن يشتريهم.
وهناك أيضا مجموعة من التطبيقات التى تحمل على الهواتف المحملة وعلى أجهزة الكمبيوتر اللوحى تشجع هى الأخرى على الادخار ولها طرق تنظيم مبتكرة. أهمها على ما يبدو تطبيق «مونزو» المربوط بكارت ائتمان معين مما يسهل أن يسجل ويصنف كل ما يدفع بالكارت فتبدو المصاريف واضحة لا ترهقك كتابتها مثل كا كى بو. وهناك تطبيق «سكيرل» المنضم له 15 الف عميل لكل منهم مختص مالى يراقبك مصروفاتهم وينبهم اذا تخطوا الحد الأقصى الذى تضعه انت لكل مجال انفاق. أخر تطبيق هو “ شيب” ويعمل مع أحد البنوك، فيحول أى مبلغ توفره من حسابك الجارى لحساب الادخار الخاص بك. ترى هل يستفيد أى منا من احدى هذه الطرق، أم نفضل أن نعيش «بالبركة» كما اعتدنا؟
لمزيد من مقالات د. أحمد عاطف