بعد أسبوع من الاحتجاجات المناهضة للنظام، شهدت العاصمة الإيرانيةطهران ومعظم المدن ليلة هادئة من الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، فيما شهدت بعض المدن تجمعات مؤيدة للنظام، بحسب مشاهد بثها التليفزيون الرسمي. ولم ترد أنباء فى وسائل الإعلام أو على شبكات التواصل الاجتماعى عن مظاهرات ليلية فى طهران، فيما كانت غالبية المناطق فى المحافظات هادئة أيضا، رغم نشر تسجيلات فيديو عن احتجاجات لم يتم التأكد من صحتها. وبث التليفزيون الرسمى صباح أمس، مشاهد لتجمعات مؤيدة للنظام فى مدن أصفهان ومشهد وأرومية وبابل وأردبيل. وعلت هتافات «نحن جميعا خلف المرشد» الأعلى آية الله على خامنئي. كما هتف المتظاهرون «الموت لأمريكا» و»الموت لإسرائيل» و»الموقت للمنافقين»، وهى التسمية التى تطلقها السلطات على منظمة «مجاهدى خلق» المعارضة المحظورة. جاء هذا بعد ساعات من إعلان الحرس الثورى الإيرانى انتهاء ما وصفه ب»الفتنة»، ونشر قوات تابعة له فى 3 أقاليم لإخماد الاحتجاجات. وقال الجنرال محمد على جعفرى،قائد الحرس إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة «الفتنة الجديدة»، بحسب تعبيره. وأضاف أن «عددا كبيرا من المشاغبين فى قلب الفتنة، الذين تلقوا تدريبا من الثوار المناهضين للثورة، اعتقلوا وسوف يتخذ إجراء حازما ضدهم». وكان تدخل الحرس الثورى أساسيا فى قمع انتفاضة مماثلة فى عام 2009 قتل خلالها عشرات المتظاهرين. وأدان خامنئى تلك الاضطرابات ووصفها بأنها «فتنة» أيضا. وفى الوقت نفسه، نسبت وسائل إعلام رسمية إلى قائد الجيش الإيرانى، الميجور جنرال عبد الرحيم موسوي، قوله إن قوات الشرطة نجحت بالفعل فى إخماد اضطرابات مناهضة للحكومة، لكن قواته مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر. ونقل عن موسوى قوله «رغم أن هذه الفتنة العمياء كانت من الصغر بحيث تمكن جزء من قوات الشرطة من وأدها فى المهد، فإننا نطمئنكم بأن رفاقكم فى الجيش سيكونون على استعداد لمواجهة من غرر بهم الشيطان الأكبر ..الولاياتالمتحدة». من جهته، صرح عبد الرضا رحمانى فضلى وزير الداخلية الإيرانى بأن 42ألف شخص على أقصى تقدير شاركوا فى الاحتجاجات فى إيران. فى المقابل، دعت شيرين عبادى، المحامية الإيرانية والحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2003، الشعب الإيرانى للعصيان المدني، مشددة على ضرورة مواصلة الاحتجاجات ضد النظام. وأضافت عبادى «إذا كانت الحكومة لم تستمع لكلامكم على مدى 38 عاما فقد جاء دوركم فى تجاهل ما تقوله لكم الحكومة الآن». ودعت الإيرانيين «إلى التوقف عن دفع فواتير المياه والغاز والكهرباء والضرائب وسحب الأرصدة من البنوك الحكومية للضغط اقتصاديا على الحكومة وإجبارها على الكف عن العنف وتلبية مطالبهم». وفى السياق نفسه، انطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى إيران، للخروج بمظاهرات حاشدة فى السابعة من مساء اليوم الجمعة بالتوقيت المحلى، للتأكيد على استمرار الاحتجاجات لحين تحقيق المطالب الشعبية، وسط دعوات لعصيان مدنى للضغط على الحكومة. ومن المقرر أن تشهد مناطق مختلفة فى محافظة كرمنشاه غرب البلاد، وفى سنندج عاصمة مقاطعة «كردستان» الإيرانية احتجاجات واسعة. وفى موسكو، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن سيرجى ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسى قوله: «روسيا تحث الولاياتالمتحدة على عدم التدخل فيما وصفته موسكو بالشأن الداخلى الإيراني».