هدوء الاحتجاجات فى إيران.. والحرس الثورى ينتشر لقمعها

دخلت الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيرانى أسبوعها الثانى، أمس، وسط تراشق بين طهران وواشنطن، فيما دفع النظام الإيرانى، لليوم الثانى بحشود مؤيدة له، ونشر تعزيزات عسكرية من الحرس الثورى فى 3 أقاليم لإخماد وقمع المظاهرات المعارضة، وقال الجنرال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري، إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان.
وأعلن التليفزيون الإيرانى خروج مظاهرات واسعة فى جمع أنحاء البلاد دعما للحكومة، بعد تنظيم مظاهرات مؤيدة فى 20 مدينة، أمس الأول، مشيرا إلى أن السلطات تمكنت من القضاء على «مجموعة مسلحة ارتكبت أعمال عنف لزعزعة الاستقرار»، وردد أنصار النظام هتافات «نحن جميعا خلف المرشد»، و«الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل» و«الموقت للمنافقين»، وهى التسمية التى تطلقها السلطات على منظمة مجاهدى خلق المعارضة المحظورة، وتم رفع الحجب عن تطبيق «إنستجرام» مع استمرار الحجب على «تلجرام».
وأعلن قائد الجيش الإيرانى، الجنرال عبدالرحيم موسوى أن قوات الشرطة نجحت بالفعل فى إخماد الاضطرابات، لكن قواته مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر، ووجه رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام فى إيران، محسن رضائى، رسالة لواشنطن أكد خلالها أن ما وصفه بتدخلها فى الشأن الإيرانى لن يبقى دون رد، وأعلنت وزارة الأمن والاستخبارات، إلقاء القبض على «مجموعة إرهابية، كانت تخطط لتنفيذ عمليات تفجير وقتل داخل البلاد لأجل دعم الاحتجاجات واستمرارها».
واتهم قائد الحرس الثورى، محمد على جعفرى، ضمنا مواقع تابعة للرئيس الإيرانى السابق، محمود أحمدى نجاد، بالوقوف وراء الدعوات للمظاهرات، وقال إن مواقع تابعة لشخص تحول هذه الأيام إلى معارض للنظام ومبادئ الثورة تقف وراء احتجاجات مشهد. وأشار جعفرى إلى فتح تحقيق فى الأجهزة الأمنية حول إمكانية تدخل المسؤول السابق، و«إذا توصلوا إلى تدخل هذا المسؤول السابق فمن المؤكد أنه سيتم التعامل معه».
وبينما شهدت طهران ومعظم المدن ليلة هادئة، أمس الأول، بعد أسبوع من الاحتجاجات، استمر خروج المئات فى مسيرات احتجاجية فى بعض المدن، وردد المحتجون هتافات: «الموت للديكتاتور»، فى إشارة للمرشد الأعلى على خامنئى، وأحرقوا صوره وصور المرشد الراحل، كما انطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعى للخروج فى مظاهرات حاشدة، اليوم، للتأكيد على استمرار الاحتجاجات لحين تحقيق المطالب الشعبية، وسط دعوات لعصيان مدنى للضغط على الحكومة، ودعا نشطاء الشعب إلى عدم تسديد فواتير الماء والكهرباء والديون للبنوك الحكومية. وعبرت أكثر من 100ناشطة عن دعمها الاحتجاجات فى بيان، وحث محامون بارزون، من بينهم شيرين عبادى، الناشطة الإيرانية، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، طهران على احترام حق المواطنين فى حرية التجمع والتعبير، كما أيدت بعض النقابات العمالية وجماعات معارضة تمثل الأقلية الكردية- الاحتجاجات.
وطالب رضا بهلوى، نجل شاه إيران الراحل، إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بتشجيع شركات التكنولوجيا الأمريكية على توفير خدمات اتصالات للمحتجين، وطالب بهلوى العسكريين بالانضمام للشعب، ووجهت رئيسة المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، مريم رجوى، رسالة إلى الشعب الإيرانى أكدت فيها أن الانتفاضة ستستمر حتى إسقاط النظام. ووجه نائب وزير العمل الإيرانى، أحمد ميدرى، أصابع الاتهام إلى التيار الأصولى بالتسبب فى الأوضاع الحالية. دوليا، أعلن مسؤول فى البيت الأبيض أن إدارة ترامب تعتزم استنفار المجتمع الدولى دعما للمحتجين وتنوى استخدام العقوبات ضد من يقمعون المظاهرات، ونفى المسؤول الادعاءات بأن واشنطن تدير الاحتجاجات، معتبرا أنها بدأت عفوية، وذكر نائب الرئيس الأمريكى، مايك بنس، أن الإدارة «هذه المرة لن تصمت عن الاحتجاجات»، وتابع: «فى حين ظل سلف ترامب، باراك أوباما، صامتاً فى احتجاجات 2009، قدم ترامب بسرعة دعمه للشعب الإيرانى، كما التزم بتقديم المساعدة فى الأيام المقبلة»، محذرا أوروبا والأمم المتحدة من التزام الصمت، وأثار ترامب الجدل بحذفه تغريدة على حسابه على موقع «تويتر» حول تقديمه الدعم للتظاهرات فى إيران بعد دقيقة من نشرها وإعادة صياغة تغريدة أخرى باستخدام لغة دبلوماسية، الأمر الذى اعتبره البعض انتهاكا لقوانين حماية السجلات الإدارية، ولا تعد تلك سابقة فى حذف ترامب تغريدة من تغريداته، ووصف مستشار الأمن القومى الأمريكى هربرت ماكماستر النظام فى طهران ب«النظام الديكتاتورى الذى يستخدم موارد هذه الأمة لنشر الكراهية فى الشرق الأوسط».
وقدم مندوب إيران فى الأمم المتحدة غلام على خوشرو، رسالة إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن شكا فيها «تدخل واشنطن فى شؤون إيران الداخلية ودعمها الأعمال التخريبية فيها»، وقال إن «ترامب ومساعده حثا الإيرانيين على القيام بأعمال التخريب من خلال تغريداتهما المتكررة المثيرة للسخرية»، وقال نائب وزير الخارجية الروسية، سيرجى ريابكوف، إن بلاده تحث واشنطن على عدم التدخل فى الشأن الإيرانى، وأعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن معارضة بلاده التدخلات الخارجية فى إيران، وقال إن «من يسعون إلى إثارة الاضطرابات فى إيران، فهذه المساعى سترتد عكسياً عليهم».