ارتفع عدد قتلى اليوم الخامس من المظاهرات ضد نظام الملالى فى إيران إلى 21 قتيلا، فى الوقت الذى أكدت فيه السلطات فى طهران اعتقال حوالى 450 محتجا فى الانتفاضة التى حملت عنوان «لا للغلاء» رفضا لتردى الأوضاع الاقتصادية. على الرغم من المظاهرات اليومية ضد نظام المرشد على خامنئي، فإن محمد حسين ذو الفقار وكيل وزارة الداخلية الإيرانى أكد فى تصريحات لوكالة «إيرنا» الرسمية أن الأوضاع تحت سيطرة الشرطة التى «ستواجه المخربين إذا اقتضى الأمر ذلك»، ودعا المواطنين «الذين يشعرون بالاستياء من المخربين» إلى التعاون مع قوات الأمن، مؤكدا أن «الاضطرابات فى بعض المواقع ستنتهى بشكل سريع جدا». ونشرت السلطات قوات أمنية إضافية للتصدى للحركة الاحتجاجية التى لا يبدو أنها تتبع تنظيما معينا أو تقودها جهة معينة. وذكر التليفزيون الرسمى الإيرانى أن ستة متظاهرين لقوا مصرعهم فى مواجهات مع قوات الأمن فيما كانوا يحاولون مهاجمة مركز للشرطة فى مدينة قهدريجان بمحافظة أصفهان. وفى خمينى شهر فى المحافظة ذاتها، لقى فتى - 11 عاما - مصرعه وأصيب والده بجروح بنيران متظاهرين أثناء مرورهما قرب تجمع. كما لقى عنصر من الحرس الثورى الإيرانى وأصيب آخر برصاص أطلق من سلاح صيد فى كهريز سانج بوسط إيران. فى الوقت ذاته، ذكرت وكالات أنباء إيرانية أن محتجين أضرموا النار فى أربعة مراقد لأبناء أئمة فى مدينة سواكده شمال البلاد. وأعلنت الوحدات المتطوعة التابعة للحرس الثورى «الباسيج» إلقاء القبض على ثلاثة مشتبه بهم فى إحراق المراقد. وفى أول تعليق له على الاحتجاجات ضد نظامه، اتهم خامنئى من سماهم ب»أعداء الجمهورية الإسلامية» بإثارة الاضطرابات. وقال خامنئى على موقعه الإليكترونى الرسمي: «فى الأيام الأخيرة، استخدم أعداء إيران أدوات مختلفة منها المال والسلاح والسياسة وأجهزة المخابرات لإثارة مشاكل لطهران»، وأضاف أنه سيلقى كلمة بشأن الأحداث الأخيرة «عندما يحين الأوان». جاء ذلك فى الوقت الذى هدد موسى غضنفر آبادى رئيس المحكمة الثورية فى طهران بتشديد العقوبات ضد المعتقلين فى المظاهرات، واعترف قائلا: «لم نعد نعتبرهم محتجين يطالبون بحقوقهم، بل أشخاصا يستهدفون النظام». واتهم رسول سنائى راد مساعد القائد العام للحرس الثورى العميد حركة مجاهدى خلق المعارضة ومجموعات مؤيدة لعودة الملكية متمركزة فى الخارج ب»الوقوف خلف هذه الأحداث». وقال إن «المنافقين تم تكليفهم من بعض الدول الأوروبية لإثارة انعدام الاستقرار فى البلاد»، وكلمة المنافقين يطلقها النظام الإيرانى ضد مجاهدى خلق. من جهة أخرى، نشرت شبكة «سكاى نيوز» تقريرا مسربا عن اجتماع المرشد الإيرانى مع القادة السياسيين ورؤساء قوات الأمن فى البلاد مؤخرا كشف عن أن الاحتجاجات أضرت بمختلف القطاعات فى البلاد، وأنها تهدد أمن النظام ذاته. وأظهر التقرير الذى يضم خلاصة اجتماعات تمت حتى 31 ديسمبر الماضي، أن الأوضاع يمكن أن تتدهور أكثر، وأن الأمور باتت معقدة للغاية، وتختلف بشكل كبير عن أى أحداث مماثلة وقعت فى السابق. وأشار التقرير الذى وصل إلى المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، وترجم من الفارسية إلى الإنجليزية، أن الاحتجاجات التى تشهدها إيران منذ5 أيام أضرت بكل قطاع من قطاعات اقتصاد البلاد، وتهدد أمن النظام. وفى هذه الأثناء، تواصلت ردود الفعل الدولية، وأعلنت سوريا، تضامنها الكامل، وأكدت على أهمية احترام سيادتها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية. وفى أنقرة، دعت وزارة الخارجية التركية فى بيان إلى تغليب المنطق لمنع أى تصعيد، وحذرت فى الوقت ذاته من تدخل قوى أجنبية. وفى لندن، دعا بوريس جونسون وزير الخارجية البريطانى طهران إلى السماح ب «حرية التعبير والتظاهر السلمي»، مشددا على أهمية حصول «نقاش هادف» حول مطالب المتظاهرين. وفى بروكسل، قالت متحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني: «تابعنا المظاهرات التى قام بها المواطنون الإيرانيون خلال الأيام الماضية، وكنا على اتصال بالسلطات الإيرانية، ونتوقع أن يكون الحق فى التظاهر السلمى وحرية التعبير مضمونا بعد التصريحات العلنية للرئيس روحاني».