شارع ال «سبع بنات» بالاسكندرية، ذلك الشارع التاريخى الجميل، الذى يعد من أشهر وأهم شوارع المحافظة، فهو يربط بين غرب المدينة ووسطها ويبدأ من ميدان المنشية-القناصل سابقا- ويمتد حتى منطقة اللبان ومينا البصل ويضم المقر الرئيسى لبورصة القطن القديمة. على مر الزمان تحول الشارع من شارع جميل تصطف على جانبيه المتاجر ويمر فى وسطه الترام الأنيق إلى طريق للفوضى والإختناقات المرورية التى من الممكن ان تستمر لساعات بسبب عدم وجود إشارة مرور وتغول الباعة الجائلين على حرمه ببضاعتهم وأصبح أصحاب الباكيات يفعلون ما يحلو لهم وحدث ولا حرج. أغلب الروايات التاريخية والتراثية المتداولة تشير الى أن تسمية الشارع السبع بنات ترجع إلى وجود سبع راهبات فى دير وكن يقمن بإضاءة الشارع لأن السير فيه كان خطرا على السيدات. وتشير رواية أخرى الى أنه تمت تسميته هذا الاسم لأن الملك فاروق قام برعاية وتسكين سبع من الفتيات اليونانيات به. يقول جمعة صرصار، مدير شركة أقطان سابق ومن مرتادى الطريق ذهابا وإيابا، حيث يقع مقر سكنه بغرب الاسكندرية، إن أغلب أعمدة الكهرباء دهنت باللون الأزرق وكتبت عليها أسعار المأكولات لمطعم أنشئ على رصيف محكمة الحقانية، كما لم تسلم حوائط المحكمة الخارجية من تعديات المطعم عليها، لتصبح كأنها قائمة أسعار . ويشير إلى وجود باكيات أنشئت على رصيف منطقة الجمرك التعليمية يمكن استخدامها «منط» قفزا من سطح الباكيات على شبابيكها المفتوحة طيلة النهار والليل والتى لا تغلق ويمكن من خلالها ارتكاب أعمال تخريبية للمبنى أو السجلات أو المستندات أو الأجهزة، كما أن هذه الباكيات أو المحال احتلت الأرصفة مما يضطر المارة للمشى فى نهر الطريق معرضين حياتهم للخطر. محمد المصرى صاحب أحد المحال التجارية يقول إن الشارع تحول بشكل كبير فى الفترة الأخيرة فهو يضم الآن ما يقرب من 200 محل تجارى لبيع الأدوات الكهربائية لكنه يعانى الزحام الشديد مما يتسبب فى تعطيل حركة البيع والشراء لأن الزبائن لا يستطيعون الوصول لهدفهم إلا بعد معاناة بسبب الإشغالات المرورية ووجود سيارات الميكروباصات الكبيرة ، والصغيرة المعروفة ب «التونيات» التى تحمل الركاب بشكل عشوائى من أى مكان مما يسهم فى ارتباك حركة المرور، وبرغم أن الشارع يعد من أهم المحاور المرورية التى تربط مناطق القبارى والورديان والعجمي، فإنه تم إهماله بشكل كبير مما يستدعى اهتماماً مضاعفاً من المسئولين ومحافظة الإسكندرية. مواطن آخر يعمل فى أحد المحال التجارية ويدعى «أشرف محمد»، يؤكد أن الحل فى تحقيق السيولة المرورية هو وضع ضباط مرور باستمرار، بالاضافة إلى تفعيل مشروع المترو المكهرب فوق الأرض. أما حنفى محمد القائم بأعمال رئيس الحي، فأكد أن الشارع يعانى بالفعل أزمة فى السيولة المرورية، لأن الضغط عليه كبير جدا، فمن خلاله تمر الأوتوبيسات والمشاريع الصغيرة، لأنه يعد المعبر الوحيد بين غرب المدينة ووسطها هو وشارع عبد المنعم، أما إشغالات الطريق فأشار إلى أن الحى سيتبع سياسة جديدة هدفها النزول بحملات مكثفة الفرق بينها يومان أو ثلاثة على الأكثر بدلا من الحملات التى كانت تمر كل عدة أشهر أو أسابيع وذلك تنفيذا لتعليمات محافظة الإسكندرية ولرغبة الحى فى الحفاظ على شكل المدينة وشوارعها القديمة التى يمتلئ بها حى الجمرك. وحول جدوى هذه الحملات أكد «حنفي» أن تأثيرها فعال، لأن الباعة الجائلين سيملون من الحملات المتكررة مما سيدفعهم لتقنين أوضاعهم من خلال مشاريع عديدة تسعى المحافظة خلال الفترة القادمة لأقامتها. الجدير بالذكر أن هذا الشارع كان قديما مليئا بالجاليات اليونانية والإنجليزية واليهود، فكانت تصطف به الحانات لبيع الخمور والأجهزة والأدوات الكهربائية كأهم الأنشطة التجارية به بجوار المطابع الورقية. وتقول سلوى رشاد، فنانة ومصورة بورتريهات. إن أساس تجار الكهرباء كانوا مجموعة من اليهود واليونانيين لأنهم كانوا أول من بدأ فى بيع الأدوات الكهربائية بالشارع وأقدم محال الكهرباء هو محل «صبحى غزل». أما أشهر محال الخمور الذى تحول الآن إلى محل كهرباء فهو «بار القط الأسود».