يعتبر شارع «السبع بنات» أحد أهم وأعرق شوارع الثغر، نظراً لما اشتهر به من تجارة الأدوات الكهربائية، فلا أحد من سكان المحافظة إلا وتوجه إلى الشارع لشراء مستلزماته الكهربائية، وعرف عنه سابقاً بأنه كان يسكنه اليهود واليونانيون، ويبدأ من ميدان المنشية حتى منطقة اللبان، وينتهى على حدود طريق القبارى. لم يتوقع أحد أن يتحول شارع ال«سبع بنات»، الذى كان مليئا بالجاليات اليونانية والإنجليزية، فكانت به الحانات والدكاكين الخاصة ببيع الخمور فضلا عن الكثير من بيوت «الدعارة». «إسكندرية اليوم» تجولت فى الشارع والتقت مجموعة من التجار المقيمين فيه منذ أكثر من 40 عاماً، والذين حكوا بعض القصص التى كانت تتردد على ألسنة أجداهم منذ عهد الإنجليز. أرجع نبيل إسحاق، صاحب أحد المحال التجارية، تسمية الشارع إلى وجود 7 راهبات فى دير كن يقمن بإضاءة الشارع، لأن السير فيه «خطر» على السيدات لمرور «ريا وسكينة» بذلك الطريق، الذى يؤدى إلى منطقة اللبان، لذلك سمى الشارع ب«السبع بنات»، وسميت المستشفى أيضا باسم «الراهبات السبعة». وأضاف إسحاق: «أساس تجارة الكهرباء هم مجموعة من اليهود واليونانيون، لأنهم كانوا أول من بدأ فى بيع الأدوات الكهربائية بالشارع، وأن من أقدم محال الكهرباء هو «صبحى غزل»، وغلق محله بسبب مشكلات على الميراث بعد وفاته. وقال نور الدين همام (65 سنة)، أحد أصحاب المحال التجارية: أقطن فى الشارع منذ 45 عاماً، وأعرف أن معظم المحال التجارية كان أصحابها «خواجات» أجانب، وكان محل عملى فى الأصل مطبعة منذ أيام الإنجليز، ولكنى قمت بشرائه وتم تغيير نشاطه إلى «أدوات كهربائية». وأشار إلى أن الشارع به نحو 200 محل كهرباء، بالإضافة إلى محال الصور و«الخردواتية»، وأنه فى الماضى كانت المحال عبارة عن محال «براويز وأدوات طباعة وبارات»، وكان من أشهر محال الخمور الذى تحول الآن إلى محل كهرباء هو «بار» القط الأسود. وقال محمد على، أحد السكان، إن الشارع تطور تماما عن الماضى، ولكنه يعانى الآن من الزحام الشديد فى الشارع، مما يتسبب فى تعطيل حركة البيع والشراء، لأن الزبائن لم يستطيعوا الذهاب، إلا بعد معاناة بسبب الإشغالات المرورية ووجود سيارات الميكروباص، التى تقوم بتحميل الركاب بشكل «عشوائى»، دون وجود موقف مخصص للتحميل، لأن الشارع يعتبر من أهم المحاور المرورية التى تربط مناطق القبارى والورديان والعجمى.