رحلوا في صمت

عبد الله شحاتة

عصام هاشم
ولد الدكتور عبد الله محمود شحاتة بمحافظة المنوفية عام‏1930‏ م‏,‏ وأكمل دراسته في القاهرة حيث حاز علي ليسانس اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة‏,‏ وحصل علي درجة الماجستير في التفسير من نفس الكلية عام‏1960‏ م‏,‏ وكانت بعنوان‏:‏ الإمام محمد عبده ومنهجه في التفسير‏.‏ والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن عام‏1968‏ م‏.‏ عمل الدكتور عبد الله شحاتة إماما وخطيبا بعد تخرجه في الجامعة, ولا ينسي له خطبه الشهيرة في مسجد الشهداء في السويس تحت هدير المدافع وأصوات القنابل, مصاحبا للشيخ حافظ سلامة حفظه الله, والشيخ محمود علي البنا قارئا, مما بث روح الجهاد والبطولة في قلوب جنودنا البواسل.
وكان عاملا كبيرا في تثبيتهم أمام جحافل الأعداء, مما انعكس علي الروح الإيمانية للجنود والقادة وأهالي السويس علي العموم, بسبب الحماسة والقوة في الحق التي بثها فيهم ذلكم الشيخ الشاب وقتها.وبعد ذلك تدرج في السلم الوظيفي في كلية دار العلوم حتي صار أستاذا للشريعة, وبعدها التحق بعدد من الجامعات العربية منها جامعة السلطان قابوس بعمان وجامعة أم القري بالسعودية. امتلك الدكتور عبد الله رحمه الله القدرة علي التأثير في مستمعيه ومشاهديه من خلال البرامج الإذاعية والتليفزيونية العديدة.. حيث كان يجيب علي أسئلة المشاهدين والمستمعين في القضايا التي تهم الناس في جميع مناحي الحياة.وقد أعطاه الله قبولا بين الخلق وقدرة علي التأثير في مستمعيه علي اختلاف مشاربهم الثقافية. كما تفرغ الدكتور عبد الله شحاتة في سنواته الأخيرة لتفسير القرآن. كما قدم برنامجين دينيين علي القناة الفضائية المصرية, منذ أواخر التسعينيات وحتي وفاته, وعرف عنه أسلوبه الهادئ والبسيط في الحديث والبعيد عن الغلو والحدة.
من أبرز مؤلفات الدكتور عبد ا لله شحاتة: الإمام محمد عبده ومنهجه في التفسير. والليث بن سعد وكتابه تفسير القرآن. وقبل رحيله تعرض الدكتور عبد الله شحاتة لأزمة صحية حادة جعلته يقضي ساعات حرجة من عمره في مستشفي أحمد ماهر التعليمي بالقاهرة خاصة بعد إصابته بنزيف في جذع المخ وهبوط حاد في الدورة الدموية, إلي أن خرجت الروح الشريف إلي ربها في9 ربيع الثاني1423 ه الموافق20 يونيو عام2002 ودفن في القاهرة.